لا يكمن المقارنة بين ماضي المنتخبين الفرنسي والكرواتي في كأس العالم سواء أكانت كرواتيا بزمنها الحالي أم زمن الإمبراطورية اليوغسلافية.
فكرواتيا حضرت في 1998 و2002 و2006 و2014 وفي جميع مشاركاتها بما فيها هذه النسخة لعبت 22 مباراة ففازت بنصفها مقابل أربعة تعادلات وسبع هزائم والأهداف 33/22.
وزمن الإمبراطورية وصلت يوغسلافيا للمربع الذهبي 1930 و1962 وخرجت من دور المجموعات 1950 و1982 ومن ربع النهائي 1954 و1958 و1990 ومن دور المجموعات الثاني 1974 ومن الدور الثاني 1998.
والغريب أن كرواتيا بدأت قوية عقب التفكك فوصلت لنصف نهائي المونديال وأفرزت الهداف سوكر في النسخة السادسة عشرة على الأراضي الفرنسية وتراجعت قبل الانتفاض مؤخراً.
أما فرنسا فتشارك للمرة الخامسة عشرة ولعبت 65 مباراة محققة 32 فوزاً مقابل 13 تعادلاً و19 خسارة، وعموماً تأخرت الكرة الفرنسية في رد الجميل لأصحاب الفكر النير في انطلاق ركب البطولات، لدرجة أن لقبها الأول دولياً تأخر حتى يورو وأولمبياد 1984 فحققت في 60 يوماً ما عجزت عنه في 60 عاماً.
كرة القدم الفرنسية عرفت ثلاثة أجيال ذهبية، الأول في الخمسينيات وتمحور حول كوبا حائز الكرة الذهبية 1958 وفونتين وجوانكيه وفينسنت وحلّ ثالث العالم 1958.
والثاني في الثمانينيات وتمحور حول بلاتيني وتيغانا وجيريس وباتس وغيرهم وفاز بأمم أوروبا 1984 وحلّ رابع وثالث العالم في إسبانيا 1982 والمكسيك 1986، والثالث مع نهاية القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة وتمحور حول زيدان وهنري وفييرا وبارتيز وغيرهم وساد العالم 1998 وتزعم القارة 2000 واحتكر كأس القارات 2001 و2003 في مشاركتيه الوحيدتين والوصافة المونديالية 2006.
والجيل الحالي لا يستهان به بوجود غريزمان وكانتي ولوريس وكان الأقرب لزعامة القارة 2016 فاكتفى بالمركز الثاني، وها هي الفرصة مواتية لكتابة التاريخ والانضمام إلى الأجيال الثلاثة آنفة الذكر.
مونديالياً ما زال رقم الهداف جوست فونتين 1958 بثلاثة عشر هدفاً حديث كل مونديال، وعجز بيليه ومارادونا وغيرد مولر وميسي ورونالدو عن تحطيمه، والحارس بارتيز سجل رقماً تميز به على حماة الشباك بمحافظته على نظافة شباكه في عشر مباريات، ويبقى الأعظم زين الدين زيدان الذي اعتزل بقمة مستواه في نهائي 2006 رغم القيل والقال حيال البطاقة الحمراء آنذاك.