الوقت الضائع الخيبة اللاتينية

كل من تابع المونديال الروسي أصيب بالخيبة والحسرة على المنتخبات الكبيرة التي تساقطت كورق الخريف، لكن يبقى السقوط البرازيلي أمام بلجيكا من ربع النهائي محور الهم والاهتمام، لأنه ببساطة سيد الكرة الأول وعملاقها الأعظم ولاعبوه الأشهر وسمعته الأعلى صدى.


في هذا المونديال تحديداً بدا عازفو السامبا الأجهز والأكمل حتى الدور ربع النهائي يوم كان السقوط أمام منتخب أتى لكتابة السطر الأهم في مسيرته، وهو منتخب بلجيكا، الذي امتلك أحد عشر نجماً كل واحد منهم يظهر وميض العبقرية، وتكفي الإشارة إلى المبدع الانسيابي هازارد الذي جعل الجميع يشير إليه بالبنان على أنه رجل الكرة الذهبية المستقبلي.‏


حكاية البرازيل مع السقوط المونديالي المفاجئ تتكرر وكأن السيناريو يعيد نفسه، فما أشبه السقوط البرازيلي أمام بلجيكا بالسقوط أمام باولو روسي في مونديال 1982 والحال لا يختلف عن السقوط أمام زيدان والعصبة الفرنسية قبل اثني عشر عاماً على الأراضي الألمانية، وما أكثر الشبه يوم الانحناء أمام طواحين هولندا 2006!‏


تخلف البرازيل خلال الشوط الأول بثنائية نظيفة جعل المتابعين يشككون بإمكانية العودة، وخاصة أن البرازيل بجلالة قدرها لم تستطع العودة في سيناريو مماثل سوى مرة واحدة من عشر مرات سبقت المونديال الروسي، فكانت الحقيقة المرّة التي تجرّعها كل عاشق لكرة السامبا التي لم تعد كما كانت.‏


وبدرجة شبه مماثلة يأتي السقوط الأرجنتيني، فميسي لم يكن الرجل المنقذ، فتراجعت من وصيف المونديال السابق إلى وداع مبكر من دور الستة عشر، والمؤلم أن ميسي ورفاقه تلقوا في مباراة واحدة أمام فرنسا ما تلقوه في سبع مباريات خلال المونديال المنصرم، ومن هنا نستنتج كم كانت مناقير الديوك جارحة!‏


وكي يكتمل المشهد المأساوي خسرت الأورغواي من ربع النهائي أمام فرنسا لتكتب النهاية الحتمية للاتين وسيادة أوروبا للمرة الرابعة على التوالي، وليبحث أطباء الكرة في الكونميبول عن الأسباب التي جعلت أدوارهم هامشية.‏

المزيد..