بطل قديم وطامح جديد بنهائي المونديال الروسي الديك الفرنسي بمواجهة الناري الكرواتي

محمود قرقورا:تسدل الستارة غداً على فعاليات النسخة الحادية والعشرين لكأس العالم التي تستضيفها روسيا بداية من الرابع عشر من الشهر الفائت عندما تقام بداية من السادسة مساء المباراة النهائية على أرضية ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو، وفارسا النهائي هما أحد الأبطال السابقي


منتخب فرنسا والطامح الجديد منتخب كرواتيا، وكلا المنتخبين استحق الوصول إلى المباراة النهائية مقاطعة مع أدائهما خلال المباريات الست السابقة، فالديوك لم يخسروا محققين خمسة انتصارات وتعادلاً، وكرواتيا لم تخسر محققة أربعة انتصارات وتعادلين حسمتهما بالترجيح.‏‏


‏‏


على الورق يبدو المنتخب الفرنسي أرجح لمعانقة اللقب وعندها سيدخل مدربه ديشان التاريخ لأنه سيصبح ثالث من يفوز باللقب لاعباً ومدرباً بعد زاغالو والقيصر، ومدرب كرواتيا داليتش قد ترتفع أسهمه ويصبح مطلوباً في كبرى أندية العالم إذا حاز اللقب.‏‏


إذا كان وصول فرنسا إلى النهائي متوقعاً قبل انطلاق المونديال نظراً للتطور الملحوظ للمنتخب مع المدرب ديشان وكثرة الأوراق الرابحة من جانب آخر فإن المنتخب الكرواتي لم يكن متوقعاً وصوله للمربع الذهبي قبل انطلاق المونديال، من منطلق أنه خرج من دور المجموعات في المونديال السابق، بل إنه لم يتجاوز دور المجموعات في كل المونديالات التي تلت المونديال الفرنسي، لكن الأداء الكرواتي في دور المجموعات جعل النقاد يتوقعون وصوله للمربع الذهبي كحد أدنى وهذه ما حدث.‏‏


‏‏


نقاط القوة‏‏


يتسلح الديوك بوجود كتيبة كاملة خالية من الشوائب في جميع المراكز، حتى إن نوعية اللاعبين من الطراز العالمي، بداية من الحارس لوريس مروراً بفاران وأومتيتي بعمق الدفاع، بوغبا وكانتي بعمق الوسط وغريزمان ومبابي في الهجوم.‏‏


والحال كذلك عند المنتخب الناري الكرواتي بوجود سوبازيتش بين الخشبات ولوفرين في الخط الخلفي وراكيتيتش ومودريتش بوسط الملعب وماندزوكيتش وبيرسيتش في الخط الأمامي.‏‏


ويحسب للمنتخبين النزعة الهجومية، فالمنتخب الفرنسي سجل في طريقه للنهائي عشرة أهداف والمنتخب الكرواتي 12 هدفاً.‏‏


ودفاعياً تلقى منتخب فرنسا أربعة أهداف مقابل خمسة أهداف في المرمى الكرواتي، ولا نغفل أن السيطرة الفرنسية والكرواتية كانت طاغية على معظم المباريات.‏‏


‏‏


ميزات رقمية‏‏


المنتخب الفرنسي أقصى ثلاثة منتخبات لاتينية، وهذا شيء مهم لم يحققه إلا منتخب هولندا عام 1974 والمنتخب الكرواتي تجاوز عقبة أربعة منتخبات أوروبية وآخر بطل تجاوز أربعة منتخبات أوروبية هو الآتزوري عام 2006.‏‏


المنتخب الفرنسي سجل هدف السبق في كل مبارياته باستثناء التعادل السلبي مع الدانمارك، والمنتخب الكرواتي استطاع تدارك التأخر في المباريات الثلاث الإقصائية.‏‏


المرشحان للكرة الذهبية المونديالية مودريتش وغريزمان سددا ركلتي جزاء، فسجلهما غريزمان بينما سجل مودريتش واحدة وأهدر الأخرى.‏‏


حسم الديوك مبارياتهم الثلاث الإقصائية خلال الدقائق التسعين، بينما خاض الكروات ثلاثة أوقات إضافية، ففازوا بالترجيح مرتين وبالتمديد مرة، وتاريخياً لم يتأهل منتخب ما للمباراة التتويجية بعد خوضه ثلاثة أوقات إضافية.‏‏


امتاز حارسا المنتخبين، فلوريس مرشح أبرز للفوز بالقفاز الذهبي، وسوبازيتش يعد صاحب فضل في وصول منتخب بلاده للنهائي، وتكفي الإشارة إلى تصدية لأربع ركلات ترجيح دخل بها التاريخ.‏‏


ما وراء اللقب‏‏


التتويج بالكأس سيكون مفتاحاً للفوز بعدة ألقاب فردية.‏‏


فمودريتش فرض نفسه بقوة كأفضل لاعب في المونديال والتتويج دعامة إضافية لحيازة الجائزة.‏‏


وغريزمان مرشح فوق العادة للجائزة واللقب جواز سفره الأهم.‏‏


والحارسان يتنافسان على القفاز الذهبي والمنتخب المتوّج يرجح كفة حارسه.‏‏



وتبقى جائزة أفضل لاعب صاعد شبه محسومة للفرنسي مبابي الذي يعد أول مراهق يسجل ثلاثة أهداف في كأس العالم منذ بيليه 1958.‏‏


والمدرب المتوّج بالكأس سترتفع أسهمه للفوز بجائزة مدرب العام، والأهم أن لقب كأس العالم سيؤخذ بالحسبان هذه المرة في جائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية.‏‏


واللقاء الذي أسندت قيادته إلى الحكم الأرجنتيني بيتانا كثالث حكم يفصل الافتتاح والنهائي، يعد ثأرياً لمنتخب كرواتيا الذي خسر أمام فرنسا في نصف نهائي المونديال الفرنسي قبل عشرين عاماً بهدف لاثنين، ومعلوم أن فرنسا تخوض النهائي الثالث بعد 1998 و2006 بينما تخوض كرواتيا النهائي الأول.‏‏


للعلم فإن مباراة المركزين الثالث والرابع تقام اليوم بداية من الخامسة مساءً بين إنكلترا وبلجيكا.‏‏

المزيد..