ركل الكرة بالرأس قد يؤثر بشكل بالغ على الذاكرة لوقت محدد ، وفق دراسة علمية جديدة ، تؤكد فيها أن الوقت قد يمتد إلى 24 ساعة.. ماذا عن الذين يفقدون الذاكرة بشكل جزئي أو متواصل لفترات لا يعودون بعدها كما كانوا..؟!
المسألة من وجهة نظرنا ليست ذات خطورة عالية, فاللاعب الذي يركل الكرة برأسه سرعان ما تتعافى ذاكرته «المثقوبة» لوقت قصير، لكن ماذا بشأن من يفقدون الذاكرة دون ركل الكرة بالرأس، متى يعود إليهم رشد الواقع، وصحوة الضرورة المطلوبة في ميادين العمل الرياضي ..؟
قد يكون شاهدنا الدائم ما يحدث لكرتنا من مشكلات ، وقد يكون أسهل توصيف لها فقدان ذاكرة جزئي, وتأملوا معنا مسيرة التصريحات التي انفجرت أمام الميكروفونات وفي وسائل الإعلام المختلفة حول بذل الجهود الجبارة من أجل الحلم الكبير «سورية في روسيا» فماذا حدث مع كل ذلك ؟ وهل يمكن وصف ما تلا هذه التصريحات بفقدان جزئي للذاكرة نتيجة ركل الكلمات من باب العبور اللفظي لهمهمات الأوتار الصوتية التي أجادت في تصوير الأوهام ولم تحسن في تحويلها إلى أفعال ذات جدوى مع منتخبنا بحيث باتت الذاكرة جداراً لصد النقد الإعلامي، الذي لم يأخذ بعين الاعتبار الأعباء التي تنوء بها ظهورهم – أعانهم الله – من جراء ما هو مطلوب منهم، وتحت ضغط كل هذه الظروف … حتى مباراة ودية مقبولة مع فريق معقول لا يمكن تأمينها والحجج حاضرة..؟! أما لقاء السنغافوري القادم فأعتقد أن الفائدة منه محدودة ولكن هذا الواقع..!
و فيما يخص الواقع فالمسألة لا تتعلق بذاكرة تضل طريقها قليلاً نتيجة ركل الكرة بالرأس، بقدر ما تتعلق بأسلوب عمل مطمئن إلى أن أحداً لن يرفع الغطاء عن العاملين تحت القبة الكروية باعتبار أن المال المطلوب بيد المكتب التنفيذي، وهذا لا يقدم إلا بالقطارة، والقطارة لا تكاد تملأ خرم الإبرة، والإبرة ضاعت في أكوام القش الكثيرة … وركل الكرة بالرأس أسهل بكثير من أي عمل آخر سواء داخل الملعب أم خارجه..
وبالمناسبة فالبعض من العاملين داخل أروقة اتحاداتنا الرياضية يركلون الكرة بالرأس بغض النظر عن علاقتهم بها، ولا يستفيقون إلا برغباتهم الزمنية المفتوحة.. أما رمانة الرياضة الوازنة..؟!
نتمنى ان تبقى الذاكرة حتاضرة والوعي منتعشا بغية عودة الرشد رغم ركل الكرة بالرأس والأقدام وحتى اليدين..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.co