وقفة.. ماذا بعد ؟

خروج منتخبنا الأول لكرة القدم من الدور الأول في كأس الأمم الآسيوية وبنتيجة هي الأسوأ في تاريخ مشاركاته لاقى ذلك ردود أفعال شديدة من قبل أنصار اللعبة الأكثر شعبية ومن غير أنصارها


ومن المهتمين بكرة القدم ومن غير المهتمين ومن المهتمين بالرياضة بشكل عام ومن غير المهتمين، تعددت أشكال ردود الفعل، كما تعددت أشكال الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإعلام الرياضي وطالما أن الذي كان قد كان والذي حصل قد حصل نستطيع القول الآن وبسؤال بديهي الى كل المنفعلين وغير المنفعلين ماذا بعد ؟!‏


فالوقوف على الأطلال الآن لن يغير المصير بشيء لذلك لا بد من وقفة لتشخيص للحالة التي وصلنا لها وشكلت صدمة كبيرة، وتبيان الأسباب ووضع الحلول المناسبة من أجل انطلاقة مناسبة جديدة، وأيضاً لابد من وقفة صريحة وشفافة دون مجاملات أو قراءات مغلوطة ووضع النقاط على الحروف والانطلاق من جديد لإعادة هيكلية فريقنا الأول،إذ لدينا أهم الأسباب في عودته سليماً معافى، ويتمثل ذلك بالعنصر البشري، فنحن لدينا الآن في ساحاتنا لاعبون على درجة عالية من الكفاءة، أعمارهم بين 20 إلى 32 جميعهم مؤهلون لحمل الراية من جديد وتمثيلها ورفع شأنها والدفاع عنها ولا يقل عددهم عن خمسين لاعباً هم من الأفضل على مستوى القارة الآسيوية، فالعنصر البشري متوافر وتبقى المودة والحب والإخلاص والعمل بشرف عناصر لابد منها للعودة الى النجاح، فهل نعمل بصدق على ذلك؟‏


كرة القدم لا تقف عند حدود معينة وضيقة فنحن نحتاج لقيادة رياضية قوية صادقة أمينة ودودة محبة تعمل على تغيير سياستها وأن تكون شريكة مع الجميع ومتفاعلة مع كل ماهو مهم ومفيد لتطوير كرتنا بأسلوب جديد ومحترف إدارياً وتنظيمياً وفكرياً وبشرياً حيث كرة القدم يجب أن يعمل عليها من هو قادر على تقدمها واستمرار تألقها، وكفى التطلع للوراء، نحن ننظر للأمام وإلى مزيد من الدراسة الدقيقة للخروج من عنق الزجاجة وإعادة البسمة لجماهيرنا وإعادة الثقة لمستحقيها لتعود بالفائدة بعد الهزة الكبيرة لكرتنا التي خلطت الأوراق وجعلت الجماهير تنقلب على من كان وراء الإخفاق وتضليل الطريق وحرف المسار .‏


المطلوب بعد خروج منتخبنا الكروي الأول خالي الوفاض أن نتخلى عن الشتائم ونبدأ البحث عن مخارج تخدم كرتنا، ومن لديه فكرة مفيدة أو من لديه ممسك يدين من عبث بكرتنا فعليه تقديمه بعيداً عن الشتائم والتجريح، وهناك من ينتظر ليسمع أفكاراً وكلاماً جديداً مهماً يصلح ما أفسد كرتنا، فالخروج ليس نهاية الدنيا ولايوجد واحد عاقل يقبل لكرتنا الفشل، وردات الفعل لا تجلب الانتصار ولا تخدم بشيء، فحين تكون العوامل والوسائل والإمكانات في أحسن صورها يأتي الانتصار، قد ينزعج الإنسان وقد يصل الى مرحلة من الغضب حين لا يجد أن أهدافه تحققت، هذا لا يعني الاستمرار في الغضب، وعلى المقلب الآخر نأمل لقيادتنا الرياضية والسياسية العمل على تشخيص المرض حتى لا يستمر ويستفحل وينتشر وننتظر منكم الجديد ونعود ونسأل ونقول ماذا بعد ؟‏


عبير علي a.bir alee @gmail.com‏

المزيد..