متابعة – ملحم الحكيم:لم تخل بطولة للملاكة يوما من الاعتراضات بكافة انواعها والسبب ببساطة حسب تعبير البعض، إما أن يفوز لاعبي أو أعترض، وفي هذا اختلفت الآراء، فالحكم يقول: المدرب الذي لا يفرق بين لاعبه الفائز والخاسر ليس مدرباً،
والمدرب يقول: هناك فرق ما بين الملاكمة والسباحة وما بين الضربة الصحيحة والتشليف وعلى الحكم أن يفرق وينقط للضربة الصحيحة فقط اما التشليف واغمض عينيك واضرب فليس لها نقاط، وكما اختلفت الآراء حول السبب والمسبب اختلفت وتنوعت الاعتراضات، فمنها الهادئة والرسمية عبر تقديم اعتراض خطي، وهو في الغالب لا يقدم ولا يأخر، إذ اكثر ما يفعله مشرفو البطولة اعادة جمع نقاط القضاة الخمسة الذين يحكمون النزال، اما الاعتراض الثاني فان يبدأ المدرب بمعاتبة الحكام والمشرفين وكأنه بذلك اعطى الضوء الاخضر للاعبه الذي يبدأ بالسب والشتم معطيا بذلك اشارة لمشجعيه بالتهجم على الكراسي والطاولات والسب والشتم والتهديد، وهنا تكون النتيجة معاقبة اللاعب او المدرب بحرمانه حتى نهاية الموسم وهي عقوبة شكلية، فموسم الملاكمة هو بطولة الجمهورية فقط لأنها النشاط المركزي الوحيد لكل فئة عمرية، ولا تأثير لها فإن وجدت مشاركة خارجية فيمكن ان يوضع اسم المدرب ضمن طاقم البعثة وقد حدث مثل هذا الامر على ارض الواقع، ولعل مدربي ملاكمتنا اكتشفوا ماهية العقوبات الشكلية فزادوا من اعتراضاتهم، ففي اللاذقية مؤخرا تهجم مشجعو اللاعب على الحكام والمشرفين لدرجة تم نقل الحكام لمكان بعيد عن متناول يدهم وقبلها في بطولة الجمهورية بجديدة عرطوز تم إلغاء البطولة من دورها التمهيدي خشية أن تتفاقم الأمور لما لا يحمد عقباه!؟
مسؤولية المدرب
والسبب في كل هذا حسب رأي اتحاد الملاكمة المدرب لأنه من يبدأ الاعتراض لدى خسارة لاعبه فيشجع بذلك دون أن يدري اللاعب على الاعتراض والاستعصاء على الحلقة وهذا بدوره يعطي اشارة للمشجعين او مرافقي اللاعب، فتتفاقم الاعتراضات للسب والشتم والتهجم ما من شأنه احداث هذه الفوضى وتعكير صفر البطولة، في حين يأخذ المدربون لأنفسهم رأياً مخالفاً فيقولون نعم ربما يكون المدرب سبباً للاعتراضات ولكن لماذا يعترض المدرب واي مدرب يعترض فذاك ما يجب ان يسأله اتحاد اللعبة، فالمدرب يعترض عندما تأتي النتيجة معاكسة للواقع، فحتى لو تقارب مستوى اللاعبين على الحكام تمييز الفائز دون النظر لمدرب اللاعب او ناديه، فالمدرب يشقى ويتعب ليصل باللاعب لهذا المستوى، كذلك اللاعب يتحمل المصاريف ويعطل دراسته واعماله ليلتزم بالتدريب، فأن يريا بأن تعبهما قد ذهب سدى وبغفلة من حكم هنا او قاض هناك يفقدان الامل ولربما يترك اللاعب اللعبة للابد اذ لا مجال لان يعوض النتيجة، فالبطولة تقام مرة في العام، وربما يكون اللاعب قد انتقل لفئة عمرية اكبر العام التالي، أي إن سهوة الحكم عن ضربة خطأ وتنقيط غلط تطيح بحلم لاعب ومدرب، في حين اننا ننتظر من اتحاد اللعبة المتواجد في كل البطولات كجهة اشراف عليا ان يتدخل لإحقاق الحق حتى لو اضطر لتغيير نتيجة ، ويمكنه أن يفعل ذلك فهو الجهة التي تشرع قوانين اللعبة داخليا بما يوصلنا للطريق الصحيح، فلا يصل الى لقب البطل إلا مز يستحقه، وإن أخطأ حكم ما وجبت معاقبته ولطالما سمعنا عن عقوبات بالجملة طالت الحكام في بطولات كبرى نتيجة اخطاء تحكيمية.
حكام دوليون على المدرجات!
كلام المدربين هذا يعني أن الحكام سبب منغصات بطولات القبضات، على حين الوقائع تقول إن المعنيين بالحكام وفي الملاكمة تحديدا يعانون كثيرا لتوفير التحكيم العادل، اذ يتطلب تحكيم نزال واحد ستة حكام يجب أن يتوافر فيهم عنصر الحياد عن كلا المتنافسين سواء من حيث المحافظة التي يتبع لها اللاعب او النادي وهو امر شاق، يجبر المشرفين أحياناً على وضع حكام جدد على مباريات حساسة فيكون الخطأ كما يبدو، هذا يرى الحكام الحل، بانه اذا كان توفير عنصر الحياد إجبارياً لا يمكن العدول عنه فلا بد من اللجوء للخيار الثاني وهو استثناء الحكام الدوليين من مسألة الدور فيكون تواجدهم في كل البطولات المركزية أمراً حتمياً، اذ لا يعقل أن يكون لدينا حكم دولي بنجمة او نجمتين او ثلاثة ويجلس متفرجاً على بطولة يحكم فيها من سمي حكما للتو بحجة الدور او توزيع الفرص وهذا ما حدث مؤخرا في اللاذقية، فالحكم الدولي هيثم حوراني» نجمتين» تواجد في بطولة اللاذقية وعرض خدماته وجاهزيته لتنفيذ اي عمل يطلب منه فكان الجواب بانه لا يمكنه المشاركة لعدم وجود امكانية صرف التعويضات المادية ! في الوقت الذي تبين فيه الوقائع بأن حكمين مكلفين كانا غائبين عن البطولة وكان بالإمكان الاستفادة من تواجد الحكم الدولي في البطولة منذ بدايتها، لهذا ولأن التحكيم برأي الاكثرية سبب الاعتراضات لا بد من إعطاء الحكام الدوليين أولوية قيادة جميع البطولات لا سيما أنهم لا يتجاوزون في كل بلدنا اصابع اليدين يزج معهم في كل بطولة عدد من حكامنا على اختلاف درجاتهم التحكيمية حسب ما يراه المعنيون بالواقع التحكيمي مناسبا، فبمثل هذه الحالة يمكن للاعتراضات ان تخف ويتحمل الحكم الدولي مسؤولياته ويجد نفسه فاعلا فيشجع الحكام الوطنيين على اتباع الدورات الدولية وحمل النجوم الهامة لكل حكم يطمح للعمل في الملاكمة وتحكيم محافلها الرسمية والدولية.