عندما كان عدد المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم ستة عشر منتخباً كنا نشاهد بطولات عالية المستوى ومباريات حامية الوطيس من الافتتاح وحتى النهائي،
وعندما ارتفع عدد المنتخبات إلى أربعة وعشرين منتخباً تقلصت المتعة وانحسرت المباريات النوعية، ومع ذلك بقي الوضع مقبولاً بتأهل ثمن منتخبات الكون تقريباً، وشاب العدد نظام التأهل المطاط 1986 و1990 و1994 القاضي بتأهل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، إذ تأهلت منتخبات حاصلة على نقطتين فقط، ولكن مع ازدياد العدد إلى 32 منتخباً بتنا ننتظر المباراة التاسعة والأربعين ليبدأ كأس العالم، والقادم أمرّ مع ارتفاع العدد إلى 48 منتخباً، وزيادة عدد المنتخبات في نهائيات أمم أوروبا قتل المنافسة المطلوبة في الدور الأول، وما زلنا نحتفظ بذكريات لا يطولها النسيان عنوانها التنافس المحموم في يورو 1980 و1984 و1988 و1992 عندما كانت مباراة ألمانيا وإيطاليا افتتاحية مثلاً.
في كأس أمم آسيا التي نعيش تفاصيلها الصورة مماثلة وكأن الغاية زيادة عدد المنتخبات لدواعٍ انتخابية، فالبطولات التي كان عدد منتخباتها عشرة حملت مستويات نوعية من المباراة الأولى وحتى الختامية، فزيادة عدد منتخبات النهائيات إلى أربعة وعشرين منتخباً يعني تأهل أكثر من نصف العدد الإجمالي للاتحادات المنضوية تحت لواء الاتحاد الآسيوي، والنتيجة فرز المجموعات المسبق، وتطابقت التوقعات حقيقة في المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة بوصول ثمانية منتخبات للنقطة السادسة واحتفاظ ثمانية منتخبات بأمل التأهل حتى جولة الختام رغم رصيدها الخاوي، ويا لها من حقيقة مزعجة، والغريب أن المباريات القوية ستغيب حتى ربع النهائي دون أسباب مقنعة ومسوغات دامغة للزيادة الخلبية بعدد فرسان النهائيات.
والبطولة الإفريقية حذت حذو الزيادة العالمية والأوروبية والآسيوية وكل هذا ظاهره التطوير وباطنه التدمير، وإن لم يكن تدميراً فهو تقليل من مساحة المشاهدة الممتعة ومباريات العرس الآسيوي خير دليل.