متابعة – غـانـم مـحـمـد -مهما اشتدت حرارة الشمس فإنها لا تطهو الطعام بيمنا فرن الغاز ومهما خفّضنا درجة اشتعاله فإنه يفعل ذلك، وفي الرياضة مهما كانت النيات طيّبة فإنها لا تنتج رياضة قادرة على الإزهار والإثمار، وحتى يكون لها ذلك لا بدّ من دعم هذه النيات بالمال، ومن سوء حظ رياضة طرطوس والقائمين عليها أنه عندما توفرت النيات بلقاء رئيس المكتب المختص السيد هيثم عاصي ورئيس تنفيذية طرطوس برؤساء أندية
المحافظة ورفد هذه النيّات بالدعم مقابل العمل وتوجه الجميع إلى البطولة التنشيطية لكرة القدم لفئة الأشبال في العاشر من تموز الفائت والاهتمام الكبير بهذه البطولة التي شاركت بها ثمانية فرق من طرطوس، لم تكتمل فرحة التنفيذية ولا فنية طرطوس لكرة القدم لأن البطولة التالية التي كانت مقررة لفئة الناشئين بعد الأشبال مباشرة ألغيت لعدم قدرة تنفيذية طرطوس على تحمّل أي جزء من تمويلها (أجور التحكيم والتي لا تتجاوز 150 ألف ليرة وفق حساباتي) وتزامنَ مع قرار إلغاء بطولة الناشئين إلغاء الدورة التدريبية التحضيرية (D) التي كان من المفترض أن تقام منتصف هذا الشهر!
منذ عدة سنوات ونحن نخاطب المعنيين في كرتنا: انتبهوا للفئات العمرية، كرتنا ستنفصل عن تاريخها إن بقيت هذه الفئات خارج الحسابات، ولهذا السبب رفعنا القبعة احتراماً لفنية قدم طرطوس وفرع الاتحاد الرياضي فيها على تلك الخطوة الجريئة والتي شلّها قرار الاتحاد الرياضي بتخفيض ما تبقى من ميزانية رياضة طرطوس مرّتين خلال أسبوع واحد بحجة أن صندوق الاتحاد الرياضي العام يعاني…
للأسف، شخص واحد فقط يستطيع أن ينجز من 3-5 دوريات أحياء شعبية خلال صيف واحد ويحقق ربحاً مادياً معقولاً، بل ويستطيع أن يوفر الرعاية لنشاطه (سبونسر) وتقف المنظمة الرياضية عاجزة عن إنجاز بطولة أراها على درجة كبيرة من الأهمية لأنها تخصّ أساسات اللعبة في المحافظة مع العودة للتأكيد أن الرغبة كانت كبيرة، بل وفوق ما تقدّم كان التفكير جاداً باعتذار طرطوس عن المشاركة في بطولة القطر لأشبال كرة القدم لكن رئيس تنفيذية طرطوس السيد محمد سوادي عيسى أخذ الأمر على عاتقه وسيشارك فريق المحافظة بالبطولة التي ستقام ابتداء من 16 الحالي.
خلاصة القول: الرياضة تتنفّس مالاً، فإن لم نوفّر لها ذلك ستختنق لا في طرطوس وحسب بل في كل مكان لا يوجد به مال أو يُدار به هذا المال بطريقة خاطئة فاحزموا خياراتكم وأعيدوا عدّ ليراتكم وقرروا ما أنتم قادرون عليه ولا تطلبوا من الأندية فوق طاقتها.