كل من يتابع مباريات الدوري الإنكليزي يرفع القبعة احتراماً للمدرب الإيطالي ماوريزيو ساري نظير التناغم والانسجام الذي يظهره الفريق على الصعد كلها،
ففي الدوري هو غير مهزوم في سبع مباريات، وفي مسابقة اليوروبا ليغ خاض مباراتين فاز بهما، وفي كأس الرابطة غلب ليفربول في أنفيلد معقله التاريخي، وهذه الحصيلة لا يمكن تبرير حدوثها لولا المجهود الوافر للمدرب ساري الذي هضم الدوري الإنكليزي رغم صعوبته منذ المباراة الأولى.
حسن توظيف اللاعبين أمر يقر به كل مشاهد، والدور القيادي للبلجيكي هازارد يثلج صدر أي متابع، وهذا جعل القائمين على الملكي المدريدي يتحسرون على عدم التعاقد معه.
ومتانة الدفاع حقيقة يشار إليها بالبنان وكأن البرازيلي ديفيد لويز بأفضل حالاته منذ زمن.
والتعاقد مع الحارس كيبا جعل جماهير الفريق تنسى البلجيكي كورتوا الذي حط الرحال في ريـال مدريد بكامل إرادته.
وخط الوسط يستطيع التحكم بزمام الأمور وحرمان أي منافس من قوته الضاربة بسبب حسن القيام بالجانبين الهجومي والدفاعي، وهذا ليس بجديد على كانتي وويليان وكوفاسيتش وجورجينيو وفابريغاس وباركلي، وهذه التخمة يتمناها أي مدرب.
القوة التي أظهرها ليفربول خلال الجولات السابقة استحقت استحسان كل مدربي النخبة العالمية، ولكن الريدز بدا عاجزاً عن فرض أسلوبه للمرة الأولى هذا الموسم، والمشكلة ليست في الكتيبة الليفربولية بقدر ما هي براعة البلوز وتألقه بفعل التكتيك الخلاق من العقل المفكر الإيطالي.
الإبداع الذي يظهره تشيلسي ليس جديداً وشاهدناه مع مورينيو وكونتي وأنشيلوتي ولكن الاستمرارية كانت معضلة حقيقية، فقدّم موسماً رائعاً مع مورينيو وموسماً خرافياً مع كونتي والحال مطابق مع أنشيلوتي ولكن في كل مرة كان الفريق يهبط مستواه وتصطنع المشكلات ويكون الضحية المدرب كحل إجرائي أخير لا مناص منه، والغريب أن مالك النادي أبراموفيتش صاحب القرار منذ خمسة عشر عاماً معروف عنه التخلي عن المدربين لأهون الأسباب، فساري هو المدرب الخامس عشر، كدليل على أن إرضاء أبراموفيتش غاية لا تدرك والعثرة مرفوضة لأي مدرب والألقاب إذا لم تستمر كأنها لم تأت مطلقاً.
محمود قرقورا