الوقت الضائع الإنكليز والإسبان

أسبوع الفيفا الدولي أثبت جلياً أن منتخب إنكلترا ما زال يحتاج الوقت للوصول إلى منتخبات النخبة العالمية، خلافاً للمنتخب الإسباني الذي أثبت أن صدمة الخروج المونديالي المبكر هزة عابرة عالجها مع المدرب الجديد أنريكه، وربما تغيير المدرب لوبتيغي عشية انطلاق المونديال أرخى بظلاله فكانت الصدمة المونديالية غير المتوقعة.


قلت غير مرة إن إنكلترا لم تستفد من جيل جيرارد ولامبارد وروني وجون تيري وريو فيرديناند ومايكل أوين وبول سكولز وديفيد وبقية القائمة لمعانقة الألقاب، ولا أظن أنها اجتمعت في أي منتخب خلال الألفية الثالثة، ومع ذلك خرج خالي الوفاض من أي لقب، ولذلك لم يكن التفاؤل بالمونديال المنصرم كبيراً، ووفق المعطيات اعتبر الوصول لنصف النهائي إنجازاً للكرة الإنكليزية مع أن نوعية المباريات التي خاضها كانت عادية جداً.‏‏‏


وفي اتجاه مغاير أشفق النقاد على الكرة الإسبانية بعد اعتزال إكزافي وإنييستا، ولكن هذه الفرضية دحضها الفوزان المبينان على إنكلترا وكرواتيا خلال اثنتين وسبعين ساعة فقط ضمن تصفيات دوري الأمم الأوروبية، وجمالية الفوز الأول أنه تحقق في ويمبلي على رابع المونديال، وأهمية الثاني أنه تحقق على ثاني المونديال منتخب كرواتيا بمهرجان تهديفي بلغ ستة أهداف نظيفة مع الرأفة.‏‏‏


الملاحظ أن منتخب إنكلترا تلقى الأهداف في ست من المباريات السبع للمونديال وبُوغت بهدفين في ويمبلي يوم السبت الفائت وكل ذلك في مباريات رسمية، الأمر الذي يؤكد أن الإنكليز ما زالوا خارج النخبة ودفاعهم بحاجة لجهود خارقة من مدرب كان مركزه مدافعاً، ولا شك أن معنويات الإسبان ارتقت إلى الأعلى بعد نفضهم غبار الخيبة في روسيا بتحويلهم منتخب كرواتيا إلى ألعوبة ليتلقى الخسارة الأثقل في تاريخه وهو الذي خلب الألباب وكسب تعاطف المحبين قبل شهرين.‏‏‏


محمود قرقورا‏‏

المزيد..