وقفة.. استعدادات مكثفة

من يتابع رياضتنا من خلال الأندية التي تعتمد عدداً من الألعاب سيدهشه كيف تحظى كرة القدم بالحصة الأكبر من الاهتمام، في حين تبدو بقية الألعاب يتيمة تحتاج لمن يقدم لها العون،


ومن هنا ندرك لماذا ألعاب أنديتنا باستثناء كرة القدم مازالت تبحث عن نفسها، وحين ندرك أن أعداد الأندية الكبيرة المترامية في قرانا ومدننا كلها فقيرة ولا تملك ما يكفيها للنهوض بالأساسيات من أعبائها تدرك لماذا تلهث ألعابنا ولماذا هي في كل المقاييس تبحث عن طاقة فرج، والغريب في الأمر أن الأندية التي تصرف كل ما تملك وكل ما يأتيها من إعانات من القيادة الرياضية ومن الداعمين المحبين فإنها في الغالبية العظمى من أعدادها لا ترقى لإحراز بطولة، وبالتالي يصرف المال على كرة القدم وتبقى الألعاب الأخرى وألعاب تضعف رويداً رويداً، هي معادلة مميزة ونجد أن على اللجان التنفيذية المسؤولة على أنديتنا في كل المحافظات تحديد خارطة للألعاب في كل نادٍ، وتكون هذه الخارطة ملزمة ولا بد من رعايتها والبحث عن موهوبين فيهاـ وبالتالي تتسع القاعدة، ومن هذا الاتساع والعدد الوافر ممكن أن نحصل على النواة، باستثناء أندية الجيش و الشرطة و المحافظة، التي هي روافد أساسية لألعابنا ومنتخباتها، فإننا نشعر بأن ألعاب القوة والألعاب الفردية في بقية أنديتنا وكأنها لم تكن .‏


وبالمحصلة هل يكفي أربعة أو خمسة أندية فقط للنهوض بحوالي 28 لعبة؟ إنه أمر صعب وشائك، واذا أمعنا النظر الآن نجد ورشات عمل كثيرة ومتسارعة في أندية الدرجة الأولى والأندية الممتازة بكرة القدم تحضيراً للدوري واستقطاب اللاعبين من كل حدب وصوب، والأرقام التي تدفع للاعبين لكسب ودهم نعتقد أنها أرقام خيالية ونعتقد أيضاً أنها لا تتناسب مع إمكانيات الأندية ولا مع السوية الفنية للاعبين، فكيف للأندية أن تؤمن المال اللازم للتعاقدات الخيالية وكيف لها أن تؤمن المال اللازم للاستعدادات المكثفة وكيف يمكنها وهي تحرم ألعاباً معتمدة لديها فردية أوقوة أن ترضي هذه الألعاب؟‏


عبيــر علــيa.bir alee @gmail.com‏

المزيد..