الوقت الضائع الزعامة المستحقة

بين الحين والآخر أتناول أمراً محلياً في هذه الصفحة الدولية والمناسبة تقتضي ذلك، فيوم الجمعة الفائت تربع فريق الجيش على عرش الكرة السورية في المسابقة الثانية من حيث الأهمية، كأس الجمهورية، بنجمة عاشرة مستحقة على حساب الشرطة الذي أخفق في تجديد العهد مع لقب المسابقة.


الكثيرون يهمسون بأن فريق الجيش حالفه التوفيق لتوافر الاستقرار الإداري والمادي، متناسين أن ذلك ليس كافياً ما لم يشفع بالنظام والانضباط وهنا بيت القصيد، إضافة لتمتعه بقوة الشخصية وتحمل لاعبيه المسؤولية، وأدى الأدوار بأقل الأخطاء، وهذا السر في الهيمنة على الألقاب في كل العصور.‏


المال شرط ضروري ولكنه ليس كافياً، بدليل أن نادي الاتحاد صرف ميزانية تفوق ما صرفه الجيش، والحال كذلك عند نادي الوحدة، وبالعودة إلى الزمن الماضي نتذكر أن نادي الوحدة عاش نعيم البذخ من الداعمين في وقت ما ولم يهيمن على ألقاب الكرة السورية.‏


كما أن رجال الأعمال والتجار في حلب صرفوا أموالاً باهظة على نادي القلعة الحمراء ولم يفرضوا سيطرتهم على ألقاب الكرة السورية بشكل متتالٍ، باستثناء ألقاب متناثرة تعتمد على التألق في موسم لا يلبث أن يتحول إلى سراب.‏


الاستقرار الإداري موجود عند المحافظة والشرطة ولكنه لم يشكل عصا سحرية لتلافي الهبوط عند المحافظة ولم يكن الفانوس السحري لعودة الشرطة للألقاب.‏


النقطة الجوهرية أن اللاعب في فريق الجيش يشعر بالمسؤولية أكثر من لاعبي الأندية الأخرى، وبنظرة منطقية نجد أن لاعبي الوحدة وتشرين والاتحاد يفوقون لاعبي الجيش من حيث الجودة، لكن اللاعب عندما يرتدي قميص الزعيم يرتفع مستواه وهذه حقيقة لا جدال فيها.‏


الجمهور هو اللاعب الثاني عشر وهذا متوفر عند أندية تشرين والوحدة والاتحاد خلال المواسم الأخيرة ولا ينعم الجيش بهذه الميزة ومع ذلك يحافظ على ألقه وشخصيته وتربعه على عرش الكرة السورية.‏


محمود قرقورة‏

المزيد..