رونالدو والمحطة المهمة في الكالتشيو الصفقة بين التجارة والتحدي

شكل انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريـال مدريد الإسباني إلى نادي يوفنتوس الإيطالي المادة الدسمة الأهم في سوق الانتقالات الصيفية الحالية، ليس لقيمة الصفقة التي قاربت المئة مليون يورو، وهذا رقم كبير للاعب تجاوز الثالثة والثلاثين من العمر، بل لأن الصفقة تتعلق بلاعب يعد من بين الأهم خلال سنوات الألفية الثالثة، وربما عبر تاريخ اللعبة، مقاطعة مع أرقامه وإنجازاته، وتكفي الإشارة إلى فوزه بالكرة الذهبية خمس مرات، وهو الرقم ذاته الذي فاز به الأرجنتيني ليونيل ميسي.


الكرامة أولاً‏‏


ربما تكون قوة الشخصية والكرامة السبب الأساسي في انتقال رونالدو، حيث لقي تألقه ودوره في ألقاب ريـال مدريد الأوروبية نكراناً وجحوداً من إدارة النادي الملكي التي لطالما اتسمت بهذه الصفة غير المحببة، فمرة تماطل في زيادة راتبه، ومرة تماطل في تجديد العقد، فما كان منه إلا التفكير بالمغادرة ليخوض تجربة تحدٍ جديدة، وهذه التجربة لن تكون سهلة بكل المعايير، فالدوري الإيطالي يعد من الدوريات الصعبة، وربما لا يجد التخديم المناسب الذي كان يلقاه في القلعة المدريدية، ولكن الأمر الذي يشعره بالاطمئنان أن جماهير نادي السيدة العجوز تعقد آمالاً كبيرة على لاعب البرتغال الأول عبر التاريخ، في قيادة البيانكونيري إلى المجد الأوروبي الغائب منذ عام 1996.‏‏


‏‏


تحدٍ أم تجارة‏‏


لعل السؤال الأبرز في أوساط المستديرة هو: هل انتقال رونالدو من منطلق خوض التحدي أم إن النادي الإيطالي تعاقد معه لأغراض تجارية؟‏‏


الجواب قد يكون الاثنين معاً، فما إن أعلن النادي الإيطالي التعاقد معه حتى بيعت تذاكر مباريات الفريق بارضه كاملة، كما طرح 520 الف قميص للبيع، مع أن مبيعات القمصان لجميع اللاعبين في الموسم الفائت بلغت 850 الف قميصا، بمعنى أن المبلغ الكبير الذي دفعته إدارة النادي ستجلبه بسرعة قياسية، وهذا يخفف العبء على صاروخ ماديرا ويشعره بأنه ما زال مطلوباً في معظم الأندية الكبرى العالمية، وكلنا يعلم أن يوفنتوس يعد من نخبة القوم في إيطاليا وربما القارة.‏‏


أرقام فلكية‏‏


علاوة على الفوز مع الملكي في أربعة ألقاب أوروبية، نجد أن رونالدو حقق العديد من الأرقام اللافتة، كصدارته لهدافي أهم مسابقة على صعيد الأندية (الشامبيونزليغ)، وفوزه بلقب الهداف لنسخ كثيرة، فقد اعتلى قائمة هدافي ريـال مدريد على صعيد الليغا بـ311 هدفاً خلال 292 مباراة، وهو الذي خاض 515 مباراة في الدوري بكل من البرتغال وإنكلترا وإسبانيا مسجلاً 398 هدفاً، ولا نغفل أنه على الصعيد الدولي سجل 85 هدفاً خلال 154 مباراة كأكثر هداف بين الدول الأوروبية.‏‏


الموسم القادم اقترب والحكم على نجاعة الصفقة نتركه للمستقبل القريب.‏‏

المزيد..