دمشق – مهند الحسني: ليس بالإمكان أفضل مما كان، لم أجد أدق من هذه العبارة لأدخل في تفاصيل تحضيرات منتخب الرجال الذي بدأ استعداداته الجدية والحاسمة للقاء المنتظر أمام المنتخب
الهندي في السادس والعشرين من شهر حزيران، وفوزنا في هذا اللقاء سيضعنا بين كبار القارة الآسيوية، لذلك يجب أن تكون تحضيراتنا قوية وموازية لحجم هذا اللقاء الذي ينتظره الكثير من عشاق ومحبي السلة السورية، لكن بدلاً من تأمين كافة الأجواء المثالية للمنتخب، والسعي لتوفير المناخات الاستعدادية الملائمة، غرّد منتخبنا خارج تغطية هذه تحضيرات الجدية، واقتصرت تحضيراته على حصة تدريبية واحدة، والتي تركت الكثير من إشارات الاستفهام.
عدم الالتزام
على الرغم من مرور أكثر من عشرة أيام على انطلاقة تحضيرات المنتخب، وتوجيه اتحاد السلة الدعوة لأربعة وعشرين لاعباً للمعسكر، غير أن الواقع الحالي لمعسكر المنتخب لا يسر عدواً ولا حتى صديقاً، بعدما حضر أربعة عشر لاعباً فقط، وسط غياب عشرة لاعبين دون وجود أسباب مقنعة لغيابهم حتى لدى أصحاب الشأن في اتحاد السلة ! ورغم هذا الوضع الصعب لم نر حتى الآن وجود محاسبة أو مساءلة من قبل إدارة الاتحاد بشأن هذه الحالة غير الانضباطية ! و يبدو أن الاتحاد ما زال غير مبال لهموم وشجون المنتخب، ومدى قوة اللقاء الذي ينتظره مع الهند، وكأن أمر المنتخب وتحضيراته لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وبدلاً من المحاسبة بقوة لأي لاعب يحاول أن يتنصل من الالتحاق بمعسكر المنتخب ترك الأمور على حالها في طريقة لا تدل على قوة الشخصية الاعتبارية للاتحاد، فالاعتذارات باتت الميزة الأساسية لأي لاعب لا يرغب في الالتحاق بصفوف المنتخب، في طريقة ذكّرتنا بفرق الحارات الشعبية التي تتصف اللعب بها بالمزاجية.
رفع المسؤولية
على ضوء هذا الواقع الصعب، وعدم التزام بعض اللاعبين بمعسكر المنتخب، لم يرق ذلك لمدير المنتخب السيد فايز قباني الذي رفع مذكرة لإدارة الاتحاد بالوضع الحالي لتحضيرات المنتخب، وعدم التزام عشرة لاعبين، خاصة من أندية كبيرة بالعاصمة، وحتى كتابة هذه السطور لم ير القباني أي تحرك جدي من إدارة الاتحاد، أو حتى منح إدارة المنتخب الضوء الأخضر بالتصرف ضد حالة الشطط التي باتت ماركة بارزة بتحضيرات المنتخب.
أما اللاعبون الملتزمون بالمعسكر هم: عمر الشيخ علي، وليم حداد، محي الدين قصبلي، خليل خوري، أنس شعبان، طارق الجابي، نديم عيسى، عبد الوهاب الحموي، جميل صدير، عمر إدلبي، شريف العش، ناظم قصاص، أحمد خياطة، محمود طوماني، أنطوني بكر.
انتقاء جديد
بدأت المرحلة التحضيرية الأولى منذ عشرة أيام تحت إشراف المدرب الصربي ماتيتش، والمدربين الوطنيين جورج شكر وخالد أبو طوق، وبدأ المنتخب تحضيراته عبر حصة تدريبية واحدة باليوم تماشياً مع الشهر الفضيل، وسيتم في نهايتها انتقاء ستة عشر لاعباً ليكملوا المرحلة الثانية من التحضيرات.
نظرة فنية
لن يكون الحكم منطقياً على جاهزية المنتخب من تحضيرات داخلية لم تتعد حدود صالة الفيحاء، لنقرر إن كان جيداً فيما سيقدمه في مباريات النافذة الثالثة من التصفيات، و نتيجة هذه التحضيرات المتواضعة لا تعتبر مؤشراً حقيقياً يمكن الاستدلال به لإعطاء رأي حاسم في المنتخب، ولا يمكن بنفس الوقت التعامل مع الأمر على أنه بسيط إلى حد عدم إخضاعه للدراسة خاصة في ظروف منتخبنا، وخاصة أن المنتخب ينتظره لقاء هاماً أمام المنتخب الهندي الذي يستعد بطريقة مثالية لهذا اللقاء الصعب بين المنتخبين.
معسكر قادم
لم يتمكن اتحاد السلة تأمين معسكر خارجي للمنتخب قبل اللقاء المنتظر، لعدة أسباب يأتي في مقدمتها ضعف الإمكانات المادية التي لا تسمح بإقامة معسكر يوازي الطموح، إضافة إلى عدم وجود من يستقبل منتخبنا في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها سورية وصعوبة تأمين الفيز وتأشيرات السفر للمنتخب، لكن إدارة الاتحاد ارتأت ضرورة البحث عن البدائل، ووجدت أن اللعب مع الأندية اللبنانية هو السبيل الوحيد لتحضير المنتخب قبل مباراته مع المنتخب الهندي، حيث تجري حاليا اتصالات جدية مع بعض الأندية اللبنانية من أجل تأمين ثلاثة لقاءات على أقل تقدير قبل انطلاقة مباريات النافذة الثالثة بأسبوع أو عشرة أيام، وستكون هذه اللقاءات بمثابة امتحان مفيد للمنتخب قبل دخوله معترك اللقاء الهام أمام الهند، على أن تتضح صورة هذا المعسكر خلال الأيام القليلة القادمة.