كرة القدم مالئة الدنيا وشاغلة الناس ولكنها خرجت بعض الأحيان عن المبادئ وتسببت بكوارث لا تمحى من الذاكرة،
كمجزرة هيسيل في بروكسل 1985 التي ذهب ضحيتها 39 مشجعاً إيطالياً على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول واليوفي، وكارثة هيدلسبرا 1989 التي أودت بحياة 96 متحمساً ليفربولياً قبل نصف نهائي كأس إنكلترا بين ليفربول ونوتنغهام فورست، ومأساة بورسعيد التي قضى إثرها 74 قتيلاً على هامش مباراة المصري والأهلي بالدوري المصري، وغيرها من الكوارث ككارثة لينين 1982 ومذبحة أكرا 2001 ومأساة المونومنتال 1968 ولذلك كان مصيباً بيل شانكلي الأب الروحي لليفربول بالحديث بقوله:
البعض يعتقد أن كرة القدم هي مسألة حياة أو موت.. أنا أعتقد أنها أكثر جدية من ذلك.
لا شك أن التنافس الشريف يكون حافزاً لكتابة التاريخ، ومن منا لا يقر بأن التنافس الأزلي بين ليفربول ومانشستر يونايتد في إنكلترا جعلهما الناديين الأنجح في بلاد الضباب، ومن منا لا يعترف بأن سباق حرق الأرقام القياسية محفز فوق العادة لميسي وكريستيانو رونالدو أكثر من تحفيز جماهير الفريقين الكبيرين برشلونة وريـال مدريد.
إذا كانت كرة القدم سبباً في التشنج والبغضاء والكراهية إلا أنها تكون حمامة سلام، وبالعودة إلى التصفيات المونديالية الأخيرة لم تتحد مشاعر السوريين كلهم زمن الأزمة مثلما اتحدت على كرة لامست الشباك الإيرانية والأسترالية، ومن هنا ننبذ سلوكيات قلة من جماهيرنا المتشنجة التي كانت نقطة سوداء في الثوب الأبيض لدورينا الممتاز.
إسبانيا لم تفز بكأس العالم لولا وضع إرهاصات الكراهية بين البرشا والملكي جانباً، وإيطاليا لم تفز بلقب المونديال لولا تجاهل العداء التاريخي بين ثلاثي هرم الكالتشيو اليوفي وميلان والإنتر.
من هنا تأتي أهمية برنامج كرة القدم من أجل الصداقة الذي تنظمه شركة غازبروم الروسية وهو برنامج اجتماعي عالمي خاص بالأطفال يُنظم سنوياً منذ عام 2013 بهدف غرس القيم الإنسانية ونشر المحبة والتسامح بين أطفال العالم واحترام مختلف الثقافات والقوميات.