تحدثنا الأسبوع الفائت عن أبرز العظماء الذين أخفقوا في صعود منصة التتويج بجانب ما، وما أكثرهم! واليوم سنتوقف عند لحظات أكثر قهراً عند جماهير الأندية المتعصبة،
فمنذ الآن أعلنها المدرب زيدان صاحب القرار الفني في البيت الملكي المدريدي أن الريـال لن يقف ممراً شرفياً لبرشلونة إذا حسم الليغا قبل لقائهما يوم السادس من أيار، وهي اللحظة التي ينتظرها عشاق البلوغرانا بفارغ الصبر كرد على وقوف البرشا بصورة مماثلة قبل عشرة أعوام، وهذا طبيعي بالنظر إلى العداوة التاريخية بين الناديين، وجسد ذلك تصريح لاعب برشلونة ألبا بقوله: أتمنى لريـال مدريد الخسارة في كل مباراة يلعبها.
السبت الفائت تابعنا مباراة مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد حيث كانت جماهير السماوي تمني النفس بتتويج فريقها على حساب اليونايتد وهذا يحدث مرة كل قرن، ورغم المقدمات التي كانت توحي بذلك إلا أن الشياطين الحمر أبوا ذلك بفورة نادرة هذا الموسم قلبوا من خلالها الطاولة مؤجلين حسم لقب الدوري مرحلتين على الأقل.
العداوات التاريخية بين الأندية تفرض نفسها ويستحضرنا احتفال جماهير توتنهام مع اليونايتد بالتتويج بلقب الدوري على حساب آرسنال في ختام مباريات الدوري 1999 يوم فاز اليونايتد بهدفين لهدف، والسبب أن العداوة الأزلية بين آرسنال وتوتنهام شديدة قديمة متأصلة الجذور وكلنا يعلم أن آرسنال كان يضع خارج ملعبه القديم هايبري مدفعاً من الطراز القديم فوهته باتجاه مقر نادي توتنهام.
هذه العداوات تنتقل إلى الملاعب العربية، فتتويج الأهلي بلقب الدوري المصري نكهته مختلفة عندما يتعلق الأمر بمباراة مفصلية أمام الغريم الزمالك والعكس بالعكس، وأيام التنافس التقليدي بين الجيش والشرطة محلياً نهاية السبعينيات فاز الشرطة 3/صفر فعنون عدنان بوظو في صحيفة الوطن الرياضي اللبنانية: اللقب للجيش والنكهة للأمن، كناية على أهمية الفوز بغض النظر عن موقعهما بجدول الترتيب.
الصورة مماثلة في كل أرجاء الكون، ففي النصف الثاني من الكرة الأرضية يبرز التنافس بين بوكا جونيورز وريفر بلايت وكلاسيكو البرازيل والأرجنتين لا يخرج عن هذا الإطار، ولذلك لم نتفاجأ بتشجيع الجماهير البرازيلية ألمانيا في نهائي مونديال 2014 رغن الإذلال الألماني للسيليساو بنصف النهائي.
محمود قرقورا