الوقت الضائع.. تجربة مفيدة

الشارع الرياضي السوري رنا بكل جوارحه لدورة الصداقة الدولية في العراق نظراً لمشاركة منتخبنا الأول كبداية تحضير مثالي كافٍ لنهائيات أمم آسيا المقبلة التي تستضيفها الإمارات مطلع العام المقبل.


فأن تكون البداية قبل تسعة أشهر ونيف فهذا أمر إيجابي.‏


وأن يكون التحضير مع منتخبات تتطلع لشغف للنهائيات القارية فهذا أكثر إيجابية.‏


وأن يكون العقل المفكر أجنبياً منتمياً إلى المدرسة الألمانية صاحبة الباع الطويل بكرة القدم عالمياً فهذا يزيدنا ثقة.‏


وأن يكون المدرب المساعد وطنياً من أصحاب القامات الرفيعة بتاريخ كرة القدم السورية فهذا يمنحنا الكثير من الأمل.‏


وأن يكون لاعبونا مزيجاً بين الخيرة والشباب وهم الذين أجبروا العالم أجمع على احترامهم خلال التصفيات المونديالية الأخيرة فهذا سبيل للنجاح وكتابة التاريخ.‏


لم ننجرف وراء تحقيق نتيجة إيجابية لأن الهدف أشمل وأعمق.‏


ولم نصفق لهدف بمرمى هذا المنتخب أو ذاك بقدر ما صفقنا لتحسن ولو كان طفيفاً عند شخصية اللاعبين.‏


لم نكترث للقب كمتابعين بقدر ما بحثنا عن زيادة الألفة والانسجام بين اللاعبين على أمل الاستفادة في كل مرة من فترة التوقف الدولي.‏


عندما يكون اللاعبون جادين لدخول التاريخ فهذا يرفع منسوب التفاؤل، فعمر خريبين الذي لم يتجاوز عمره 25 عاماً يرسم لريادة الهدافين التاريخيين لمنتخبنا، ورصيده الحالي 16 هدفاً يحتاج مثلها لمعادلة رجا رافع.‏


والمخضرم فراس الخطيب يتطلع للهدف ذاته وقد أضحى رصيده 30 هدفاً.‏


محمود المواس يريد الانضمام لنادي المئة وقد وصل إلى منتصف الطريق وهو في الخامسة والعشرين من عمره.‏


وعلى الصعيد الجماعي يتطلع هذا الجيل لكسر الجمود والعادات والتقاليد بلعب دور متقدم في نهائيات أمم آسيا وهذا ما عجز عنه الأسلاف الذين يدعون أنهم الجيل الذهبي للكرة السورية.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..