الكرة الجميلة هاجس يحبه المتابعون، وهي تبقى حاضرة في الذاكرة ردحاً طويلاً من الزمن كما هو الحال لمباراة ألمانيا الغربية وفرنسا في نصف نهائي كأس العالم 1982
التي تصنف على أنها واحدة من أجمل مباريات المونديال إن لم يكن أجملها بين المباريات الـ836 لتحولاتها المثيرة، فضلاً عن أنها لم تبح بكامل أسرارها حتى ركلة الترجيح الثانية عشرة، وهذا الموسم يشار بالبنان إلى كرة نادي برشلونة الممتعة، التي تعد استكمالاً للكرة التي ابتدعها المدرب الإسباني غوارديولا صاحب النهج الممتع الذي يلازمه أينما يحل ويرتحل، ولنا في كرة البايرن معه وكرة السيتي حالياً خير دليل.
اللافت أن المعلقين يستشهدون بكرة برشلونة كلما شاهدوا أداءً خلاباً، لدرجة أن الكرة الأنيقة التي يقدمها متصدر الكالتشيو نابولي جعلت النقاد يصفونه بأنه برشلونة الكرة الإيطالية هذا الموسم، والجميع يطرب للكرة التي يقدمها ليفربول المشهور على مر العصور بأنه صاحب الكرة الأمتع في بلاد الضباب التي جعلت أسطورة كرة القدم عبر التاريخ دييغو أرماندو مارادونا يعترف بحبه الشديد للنادي الأحمر صاحب الشعبية الجارفة حول العالم، وهذا الموسم يقدم ليفربول كرة عنوانها المتعة التي تخلب ألباب المتابعين، ولشدة جمالية العرض المقدم أمام ويستهام الأسبوع الماضي خرج المدرب الألماني كلوب سعيداً لوسائل الإعلام بقوله: لم أكن أتوقع هذا العرض الممتع.
الكرة الجميلة ليست شرطاً لتحقيق المراد، لأن عناصر الفوز قد لا يفرزها العرض الجميل، وكم من فريق حقق النقاط الثلاث بأدنى مجهود من منطلق الغاية تبرر الوسيلة، وما يقدمه البرتغالي مورينيو مع اليونايتد خير مثال، وكأن المدرب جُبل على الطريقة الدفاعية التي تقوده إلى مبتغاه معتمداً على دفاع متماسك ووسط يتقن الواجبات الدفاعية وحارس مرمى تنطبق عليه مقولة نصف الفريق، وما حدث أمام إشبيلية في ذهاب ثمن نهائي الشامبيونزليغ خير شاهد، واللافت أن هذا الشاهد كثيراً ما تكرر في مواجهات اليونايتد بعيداً عن أولد ترافورد، والعاشقون للكرة يقولون: ما أجمل أن يجتمع العرض مع النتيجة وهذا يجسده برشلونة في الليغا ومانشستر سيتي في البريميرليغ.
محمود قرقورا