كثرت الانتقادات في الآونة الأخيرة التي تطول اتحاد كرة السلة لاسيما بعد النتائج والمستوى المتواضع الذي ظهر به منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم
التي ستقام في الصين في العام القادم، وقد وصلت الى حد المطالبة باستقالة اتحاد اللعبة .
الملفت في هذه الانتقادات أنها لم تكن إعلامية أثارها زملاؤنا في المهنة كما يحدث دائما عند أي إخفاق رياضي، بل جاءت هذه الانتقادات من أبناء اللعبة وخبرائها ومتابعيها والغيورين عليها، أي إنها جاءت من داخل البيت السلوي الذي لم يعد باستطاعته السكوت على الوضع الذي آلت إليه كرة السلة السورية التي ما زالت تتخبط منذ بداية الأزمة في سورية وحتى الآن تخبطاً يقود اللعبة كما يقول أصحاب الخبرة الى حال هو الأسوأ في تاريخها .
منتخبنا في هذه التصفيات وعلى لسان أهل البيت السلوي ظهر بلا هوية وبلا خطط واضحة وبلا صانع ألعاب وبلا دفاع وبلا وبلا ؟! وهذا يعني أنه لا يوجد منتخب على الرغم من استقدام مدرب أجنبي وتجنيس لاعب أمريكي ( ونحن من كنا نتغنى بعدم وجود مجنسين في صفوف منتخباتنا ) إضافة إلى الاستعانة بلاعبين مخضرمين وإقامة عدة مباريات استعدادية وادعاء الجاهزية قبل التصفيات .
من المؤكد ورغم كل ذلك أن التبريرات جاهزة لدى اتحاد اللعبة وكبش الفداء جاهز دون أدنى شك، فليس بالضرورة أن تكون هذه التبريرات مقنعة ولكنها كافية له أن يخرج من مأزقه الذي كشف المستوى المتواضع للمنتخب .
ما وصل إليه منتخبنا السلوي هو نتيجة منطقية للسياسة التي اتبعها الاتحاد منذ سنوات، ورغم أصوات الحريصين على كرة السلة أن هذه السياسة تقود اللعبة الى حتفها إلا أن القائمين على الاتحاد تابعوا سياستهم القائمة على التفرد بالرأي وتهميش الخبرات والتخبط في إدارة مسابقات الاتحاد ونشاطاته لا سيما إلغاء تصنيف الأندية الذي خلط الحابل بالنابل ، كل ذلك دون حسيب أو رقيب وكأن كرة السلة السورية أصبحت ملكاً لمجموعة من الأشخاص يصولون ويجولون فيها على أهوائهم وحسب نظرياتهم التي لا تقبل الجدل أو النقاش ولا تعرف الخطأ ولا تخضع للمحاسبة .
لن نطالب كغيرنا باستقالة اتحاد كرة السلة، رغم أنه قد يكون مطلب حق لمن نادى به، ولكننا نطالب على أقل تقدير أن تكون لدى القائمين على الاتحاد الجرأة الكاملة لمواجهة أبناء اللعبة للوقوف على الحال التي وصلت إليه كرة السلة السورية والبحث عن الأسباب التي أوصلتنا الى ما نحن عليه من ضعف وقلة حيلة أمام منتخبات كنا في الماضي القريب بمستواها أو أفضل .
كرة السلة السورية بحاجة الآن الى مؤتمر وطني حواري يجمع أهل الخبرة والمعرفة وكوادر اللعبة لوضع إستراتيجية عمل تنتشل اللعبة مما هي فيه وتضع رؤى مستقبلية لإعادة الألق لكرة السلة بعيداً عن العقلية المتفردة التي تدار بها الآن .
محمد عباس