لم يسبق للاعب يتكلم لغة الضاد أن نافس على جائزة الحذاء الذهبي التي أبصرت النور قبل خمسة عقود، ولكن المهاجم المصري محمد صلاح جوهرة ليفربول يدخل السباق بقوة خلال الموسم الحالي 2017/2018.
اللافت هذا الموسم وجود منافسة من نجوم الدوري الإنكليزي الذين اقتصرت بصمتهم على خمس نسخ فقط، فمهاجم توتنهام هاري كين يتصدر السباق بثلاثة وعشرين هدفاً والمصري محمد صلاح ينقصه بهدف والأرجنتيني أغويرو ينقصه بهدفين، والملاحظ أن لاعباً إنكليزياً وحيداً استطاع الفوز بالجائزة سابقاً وهو كيفن فيليبس موسم 1999/2000 عندما كان بصفوف نادي سندرلاند، ولكن هاري كين يبدو مرشحاً فوق العادة هذه المرة عطفاً على ما يبديه من إبداع رغم صعوبة الدوري الإنكليزي المفعم بالندية والتنافسية.
هاري كين يكاد يكون أبرز مهاجم في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم ويحرق المراحل كل أسبوع وينظر إليه نقاد الدوري الأقدم في العالم على أنه قادر على كسر رقم آلان شيرر الهداف التاريخي للدوري إذا لم يغادر البريميرليغ، فرصيد شيرر 260 هدفاً مقابل مئة وهدفين لهاري كين الذي تصدر قائمة هدافي البريميرليغ الموسم المنصرم والموسم الذي سبقه والهاتريك ليس ببعيد، ولأجل ذلك يعقد الإنكليز الآمال العريضة عليه في مونديال روسيا 2018 تماماً كانت الآمال تعقد على هداف إنكلترا التاريخي مونديالياً غاري لينيكر صاحب العشرة أهداف.
أما محمد صلاح فقد حفر اسمه بأحرف من ذهب في رحاب الدوري الأصعب وتضاعف سعره في سوق بورصة اللاعبين بشكل ملحوظ وبات مطلوباً بشدة في قلعة برنابيه، وهذا لم يأت من فراغ، فهو أسرع من وصل للهدف العشرين نسبة وتناسباً مع عدد المباريات بتاريخ النادي الأحمر، كما أنه أكثر لاعب عربي تهديفاً بموسم ما في الدوريات الأوروبية الكبرى.
نعتقد جازمين أن منافسة صلاح على لقب هداف الدوري الإنكليزي وجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي ومضة تستحق الخلود لأبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج حتى وإن جافاه التوفيق لأن ما قدمه أكثر من المطلوب منه بكثير.
محمود قرقورة