يبدو إننا سنبقى محكومون بالأمل، نحيا عليه، ونعيش لأجله، وربما نغادر الدنيا قبل أن يتحقق.
العيش على أمل قادم ليس تهمة،
ولكنه يصبح كذلك عندما نبقى واقفين نراوح في مكاننا وننتظر أن يمنّ علينا الآخرون بعين العطف وبالتالي نفقد احترامنا أمام الغير، وحتى أمام أنفسنا.
أسوق هذه المقدمة وأنا أتابع ماجرى مع منتخبنا الأولمبي، مع كل تقديري واحترامي لجهازه الفني وللاعبين الأشاوس الذين نعقد عليهم ’مالاً كبيرة.
ومازاد يقيني بالمقدمة عندما كنت أراجع جردة حسابنا الكروي خلال العام المنصرم ومافيها من خيبات قارنتها بما جرى معنا في العقود الثلاثة الماضية وكانت النتيجة خيبات كثيرة وإننا كمتابعين فعلا نلتقط بصيص الأمل ونعيش عليه لربما يتحقق (؟ونقلع عين أبليس) فيما يبدو الأمل بالنسبة للقائمين على كرتنا على أنه إستراتيجية عمل ثابتة لايمكن أن يحيدوا عنها، فهو متعدد الأوجه ويصلح لأي وقت وحمال الآسية.
كانت آمالنا كثيرة وكبيرة في أن نصل للنهائيات المونديالية والاولمبياد والنهائيات الآسيوية بكبارها وصغارها ويصبح لدينا فيها مكاناً وأسماً راسخا حتى في بطولات الأندية الآسيوية ولكن يبدو أنه (لامكان للحزينة كي تفرح)..!
آخر آمالنا منتخب الرجال الذي ينعم بالسكينة والهدوء (لاحس ولاخبر)، والأمل قبل الأخير منتخبنا الاولمبي الذي تبددت آماله بتحضير مقبول، ولكن أبت حليمة أن تغير عادتها القديمة، وظهرت المشكلة مع الإمارات والبحرين، وليذهب اللاعبون إلى الدوحة متسلحين بالأمل وحده، لينافسوا بأسلحتنا الفتاكة التي راهنا عليها طوال العقود الماضية من عمر اللعبة، إلا وهي التصميم والارادة والحماسة وبث روح الألفة والجماعة من أجل قهر الخصم الذي يجهلها، وهي ممزوجة بعرق اللاعبين والمدربين الذين لاحول لهم ولاقوة، سوى أن يعملوا ماعليهم ويؤدوا واجبهم ضمن الظروف والإمكانيات المتاحة، وإن أصابت الخطة فقد نجحنا وتغلبنا على الظروف بالإرادة والأمل، وإن لم ننجح (خيرها بغيرها) وسيختبئ المقصرون في توفير المناخات المناسبة لمنتخباتنا وراء حجاب الأمل والإمكانيات والظروف، وسيظهر من يلوم المدرب واللاعبين المساكين دون أن يعرف أنه ليس بالأمل وحده تنتعش كرة القدم، فلابد من عمل وعمل وعمل، ورغم كل الخيبات سنبقى نعض بالنواجذ على خيط الأمل كي لاينقطع، وتنقطع معه أرزاق من يعيشون عليه، ومن يبتسمون من خلاله، وكل أمل وأنتم بخير.
بسام جميدة