الوقت الضائع…مقصلة أبراموفيتش

مهنة التدريب في كرة القدم واحدة من أصعب الوظائف وأجملها، وبرغم أن مردودها المادي كبير لكنها قليلة الأمان والاستقرار، وفي العصر الحديث حيث درجت موضة شراء الأندية من أصحاب رؤوس الأموال المقتدرين أضحت إقالة المدربين أسهل من شرب الماء وتنفس الهواء.


على سبيل المثال تناوب على تدريب تشيلسي اللندني منذ تأسيس النادي 1905 وحتى الآن ثمانية وثلاثون مدرباً ومنهم من تولّى المهمة أكثر من مرة، واللافت أن 24 مدرباً أشرفوا على الفريق خلال مئة عام ثم 14 مدرباً خلال خمسة عشر عاماً هي المدة التي انفرد فيها المالك الروسي أبراموفيتش بسلطة القرار في جدران ستامفورد بريدج.‏


مورينيو صانع نصف تاريخ تشيلسي على الأقل لم ينجُ من مقصلة الإقالة مرتين، والمدرب الإيطالي روبيرتو دي ماتيو حقق الحلم الأعظم للنادي ومالكه عندما فاز بدوري الأبطال 2012 ولكن ذلك لم يشفع له فتمت إقالته عقب تردي النتائج في الموسم التالي.‏


المدرب الإيطالي رانييري صبر عليه أبراموفيتش موسماً واحداً، والإيطالي الآخر كارلو أنشيلوتي وجد نفسه خارج القلعة الزرقاء بمجرد تراجع النتائج رغم فوزه بالبريميرليغ في موسمه الأول، ولذلك باتت أيام ابن جلدتهم كونتي في مهب الريح ومن الجائز سماع خبر رحيله بين ليلة وضحاها بعد تعرّض الفريق لخسارتين متتاليتين بفارق ثلاثة أهداف أمام بورنموث وواتفورد.‏


المستوى الأخير الذي أظهره تشيلسي لا يطمئن عشاق الفريق قبل دخول معمعة دوري الأبطال، فالفريق خسر بقسوة أمام ضيفه بورنموث في الدوري صفر/3 على مرأى من جماهير ستامفورد بريدج وانتكس مجدداً بأرض واتفورد بهدف لأربعة وهو الفوز الأول للصفر خلال الألفية الثالثة بمختلف المسابقات على البلوز، وبمستوى كهذا لا يمكن مواجهة برشلونة الذي يبدو متكاملاً عازماً على استعادة التاج الأوروبي.‏


البعض يقول إن اللاعبين متآمرون على كونتي بصورة مشابهة لما حدث زمن جوزيه مورينيو قبل عامين، وإذا كان ذلك صحيحاً فهذا مرده لترهل جدران البيت الأزرق، وعندها لا تنفع الحلول الإسعافية – لأنه والحال هذه – تكون هناك حلقة مفقودة في تشيلسي يصعب على مالك النادي الإحاطة بتفاصيلها.‏

المزيد..