الوقت الضائع..اعتراف ميسي

العالم كله يقف بإجلال أمام عظمة البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ملأ الدنيا بفنه الكروي الراقي وشغل الناس بروعة وجمالية أهدافه،


وسحر الكبير والصغير وخلب ألبابهم بمحافظته على قمة أدائه خلال عقد ونيف وهذا لم يحصل مع لاعب كرة قدم آخر عبر التاريخ باستثاء أديسون أرانتس دونا سيمينتو المعروف باسم بيليه وبدرجة أقل دييغو أرماندو مارادونا.‏


الغريب أن ليو رفض نعته بلقب اللاعب الكامل رغم قناعتنا المطلقة بأنه أكمل لاعب على وجه الكرة الأرضية هذه الأيام، وحجته أنه ما زال يحتاج للتطوير والتحسن بتنفيذ ركلات الجزاء، إذ تشير الأرقام إلى أنه سدد خلال مسيرته الكروية مئة ركلة بين جزاء وترجيح أهدر اثنتين وعشرين منها، وكانت إحداها سبباً مباشراً في ضياع لقب كوبا أميركا عام 2016 أمام منتخب تشيلي، كما كانت إحداها سبباً في تبديد حلم الحفاظ على لقب الشامبيونزليغ 2012 بمواجهة تشيلسي اللندني.‏


إهدار 22 ركلة رقم مخيف للاعب بحجم ميسي الذي يصنف بنظر الكثيرين على أنه أفضل لاعب كرة قدم عبر التاريخ، والغريب أن خبرة السنين لم تسعف النجم الأرجنتيني في هذا الجانب، حيث أهدر ثلاث ركلات من ست سددها في الدوري الإسباني هذا الموسم فأضاع أمام إيبار وألافيس وديبورتيفو.‏


عندما نتذكر أن ميسي الهداف التاريخي لليغا بـ364 هدفاً مع 74 كرة ردتها الأخشاب فضلاً عن كونه الأكثر صناعة للأهداف بـ141 تمريرة حاسمة ندرك أننا أمام لاعب العصر الأكثر تكاملاً.‏


اعتراف ليونيل ميسي منطقي، لكن الاعتراف الأهم الذي لم يبح به ويعرفه القاصي والداني أنه لم يفز بلقب كبير مع المنتخب وكأن القدر لا يريد له ذلك.‏


فأمام المانشافت ضاع لقب كأس العالم بغمضة عين وأمام تشيلي في كوبا أميركا عبست ركلات الترجيح بوجه التانغو والبرغوث مرتين.‏


ولأجل ذلك تبقى أرقامه مع البلوغرانا مصحوبة بغصة عدم بلوغ ذرا المجد دولياً، والنقاد يرون أن كأس العالم المقبلة على الأراضي الروسية بمنزلة الفرصة الأخيرة التي قد لا تأتي بظروف أفضل للتانغو كهذه الأيام.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..