البطل غير المتوّج الكبير عماد حقي

دمشق – مالك صقر:يعتبر عماد حقي رمز الشطرنج السوري والأستاذ الكبير غير المتوّج، حيث إن مستواه كان يؤهله للحصول على لقب أستاذ دولي كبير وبشهادة جميع الخبراء الأجانب خاصة بطل العالم السابق الهندي اناند حيث فاز عليه وكان وقتها بطل العالم للشباب وله بصمات تدريبية كبيرة وخرّج العديد من الأبطال على يديه أمثال: رأفت عيسى وعبد القادر الريس وورد طربوش وغيرهم.


وعماد مشهود له بذكائه الفائق وصاحب إنجازات عديدة للشطرنج على مدى 35 عاماً، يجيد أسلوب اللعب الجماعي و الهجومي. ومنذ بداية الموسم 2012 لم يشارك في أي بطولة بسبب تعرضه لحالة صحية أبعدته عن ممارسة لعبة الشطرنج الذي أفنى عمره في ممارستها و لا يزال أحد أفضل اللاعبين في سورية .‏‏‏


‏‏‏


طبعاً أصدقاؤه ومحبوه داخل سورية وخارجها و بعد أن علموا بالحالة الصحية التي وصل لها (عمل جراحي بجفن العين ) وتبرع احدهم بتكاليف العملية لكن القيادة الرياضية والممثلة بالسيد اللواء موفق جمعة أبت ألا أن تتكفل بكل تكاليف وعلاج البطل عماد حقي كونه يعد رمزاً من رموز الرياضة السورية ورفع علم الوطن في الكثير من البطولات العربية والعالمية.‏‏‏


بقي أن نشير إلى أن عماد حقي لعب باسم نادي الجيش وحصل مع زميله هاني البيطار ولاعبين آخرين على بطولة أندية القطر على مدى سنوات طويلة دون منازع وفيما بعد تراجع اهتمام إدارة نادي الجيش برياضة الشطرنج، كما اعتزل الدكتور هاني اللعب فانتقل عماد حقي إلى نادي محافظة دمشق حيث حقق معه بطولة أندية الجمهورية لسنوات عديدة مع منافسة جدية من أندية حلب مثل نادي الإتحاد ونادي عمال سكك الحديد ونادي المجد الدمشقي.‏‏‏


حصل عماد حقي على بطولة الجمهورية للرجال أكثر من عشر مرات وكان أول لاعب سوري يحصل على لقب أستاذ دولي في الشطرنج، كما أنه حاصل على أعلى رقم تصنيفي دولي للاعب سوري وهو 2470 نقطة، كما مثّل سورية في العشرات من البطولات العربية والآسيوية والدولية و الأولمبياد العالمية ومن أهم انجازاته حصوله على بطولة الفرق العربية مع المنتخب السوري عام 1989 و لقب بطل العرب لفردي الرجال وحصل أيضاً على ذهبية الفردي بالدورة العربية في مصر عام 2007 إضافة للميدالية الفضية للفرق مع المنتخب السوري بنفس الدورة وفاز بعدد كبير من الميداليات في البطولات العربية والدولية التي شارك فيها، وقدّم العديد من الأفكار لتطوير الشطرنج السوري أهمها إدخال لعبة شطرنج للمدارس و المنظمات، إضافة إلى الحاسوب وجعل رياضة الشطرنج ضمن نظام الاحتراف من خلال تخصيص جوائز ورواتب للاعبين و تأمين المشاركات الخارجية و المدرب الأجنبي، إضافة إلى دورات متخصصة لأن التدريب اليوم يقوم بشكل ذاتي و شخصي و إصدار نشرة دورية من اتحاد اللعبة خاصة بالشطرنج وتأمين الدعم المادي من خلال إيجاد شركات ورجال أعمال تدعم اللعبة على غرار التجربة التي قام بها الدكتور بشار قوتلي، هذا ما تفتقده لعبة الشطرنج اليوم، كما أشار حقي إلى غياب الدورات التصنيفية للحكام والمدربين وعدم وجود الصالات المخصصة للشطرنج، أي يجب أن ينظر للشطرنج على أنه علم و فن، فهو يأتي في قمة الألعاب الأولمبية .‏‏‏

المزيد..