طبيعي ان نخسر مع اليابان في ظل هذه الظروف التي تعيشها اليوم كرتنا السورية، ولكن من غير الطبيعي أن يتكرر هذا التخبط منذ سنوات ماضية ليست بالقليلة،
فالمرض ذاته يتكرر، ولكن هذه المرة يزيد عليه تبرير جديد يراه البعض شماعة للخروج من أي مساءلة أو تقصير إلا وهو شماعة الأزمة التي احتملت كل الفوضى والتخبط الذي تعيشه اللعبة.
خسرنا مع اليابان، نعم، وقياسا للإمكانيات، واردة جدا الخسارة رغم كل حجم التفاؤل الذي نثرناه في محيطنا الكروي والجماهيري، ولكن من تابع تفاصيل المباراة، ويملك ذاكرة كروية جدا يلمس إننا خسرنا بنفس الطريقة التي كنا نخسر بها في السابق في المسابقات التي كنا نخوضها، الهبات الساخنة التي مرت بها المباراة والتي كنا نمر بها أيضا لا يمكن اعتبارها مقياسا للأداء المتوازن، فقد خسرنا بأخطاء دفاعية متكررة، هي ذاتها رغم تبدل اللاعبين، وخسرنا لأننا لم نستثمر فرصا هجومية لايستحق ان تضيع من لاعب مبتدئ، وخسرنا لأننا لم نجيد التكتيك المناسب في مواجهة فريق إمكانياته أكبر منا بكثير.
لن نجلد أنفسنا مع كل خسارة، فالتصفيات فيها دور قادم يستحق أن نعمل عليه بطريقة أكثر ذكاء، والمدرب يدرك ذلك وربما تخونه الإمكانيات وعطاء اللاعبين والمباريات التحضيرية، لذلك فالمنتخب يستحق الوقوف معه لأنه يتوجب علينا ذلك، وهذا لايمنعنا من الإشارة للخلل، فهو واجبنا.
وفي ذات الوقت من المقرر أن يكون منتخبنا الأولمبي قد خاض مباراته النهائية في بطولة غرب آسيا مع إيران، ومهما تكن النتيجة فإننا لانريد أن ننفخ كثيرا في الموضوع ولا أن نبخس اللاعبين والجهاز الفني حقهم فقد أدوا ماعليهم في بطولة تألقنا فيها ذات مرة، فالمهم أكثر هو إننا كيف نستفيد من إمكانيات اللاعبين ونستثمرها بالطريقة الأمثل، لأننا فعلا لم نعرف كيف نحافظ على منتخبات قبله تألقت وفيها الكثير من المواهب وضاعت علينا فرصة الاستفادة منهم لأسباب يعرفها القاصي والداني.
كل هذا يجب أن لاينسينا خيبة منتخب الناشئين والشباب التي يبدو أن صداها لم يصل لمن يهمه أمر الرياضة واللعبة، وكذلك لم تصله تفاصيل بعض الخلل في هذا المنتخب أو ذاك، ربما هناك حلقة مفقودة لم نعرفها بعد، ولكن علينا جميعا البحث عنها لأن كرتنا ضاعت بالفعل في ظل تجاذبات تذكرنا بقصة دائرة الطباشير.
بسام جميدة