عندما تنبأ مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب بحسم نادي مانشستر سيتي الدوري الإنكليزي مبكراً اعتبر النقاد ذلك أمراً مبالغاً فيه من منطلق أن الدوري الإنكليزي
يخرج عن الأعراف والتقاليد إذا كان الحسم مبكراً، ولكن حقيقة الميدان تثبت ذلك مرحلة بعد أخرى، فبعد إحدى عشرة مرحلة لم يهدر فريق المدرب بيب غوارديولا سوى نقطتين كانتا أمام ضيفه إيفرتون، وفي تلك المباراة أدرك السيتي التعادل وهو يلعب بعشرة لاعبين.
الأمر لا يقتصر على كم هائل من النقاط وهذا غير مألوف عند النادي السماوي ولكن العروض الجميلة فرضت الاحترام على متابعي المستديرة في العالم قاطبة، وبات النقاد يتوقعون منافسة السيتي على لقب دوري أبطال أوروبا، إذ إنه حقق العلامة الكاملة في المباريات الأربع، وتجلت نجاعته في الفوز الكبير على متصدر الدوري الإيطالي نابولي بعقر داره بأربعة أهداف لهدفين.
المعدل التهديفي مذهل خلال المباريات المنصرمة 38 هدفاً بمعدل ثلاثة أهداف ونصف الهدف في المباراة والتوازن الدفاعي موجود من خلال تلقي الفريق سبعة أهداف بمعدل نصف هدف تقريباً في المباراة، واللافت أن السيتي لعب ثلاث مباريات مصنفة في خانة المباريات الصعبة فهزم ليفربول بخمسة أهداف نظيفة ومضيفه تشيلسي حامل اللقب بهدف وضيفه آرسنال بثلاثة أهداف لهدف.
اللقب مازال في الملعب لكن عدم الاستقرار ظاهر على كل أندية البريميرليغ والأقرب إليه جاره اليونايتد لا يظهر الشجاعة الهجومية خارج أرضه، وتاريخياً لا يمكن لفريق لا يمتلك المغامرة خارج أرضه أن يتوّج باللقب، ويبدو أن غياب الفرنسي بوغبا عن تشكيلة المدرب مورينيو جعل الفريق يفتقر اللاعب القادر على ربط الخطوط، ومن يدقق في كم النقاط الذي حصده الشياطين الحمر داخل الأرض وخارجها ونسبة التهديف في أولد ترافورد وخارجه يستنتج الخلل الملحوظ.
ويبدو ليفربول غير قادر على الاستمرار في الأداء الفعّال وهناك خلل في الخطوط الخلفية، وما زال آرسنال استمراراً للسنوات الأخيرة، وظهر البلوز متراجعاً عما كان عليه في الموسم المنصرم باستثناء بعض المباريات كتلك التي احتوى فيه مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي، ووفق هذه المعايير يكون السيتي البطل المرتقب إلا إذا حصلت ظروف غير طبيعية.
محمود قرقورا