الوقت الضائع…رهان المدربين

كثيراً ما يدور في خلد أي متابع لكرة القدم السؤال التالي المشروع:ما دور المدربين في نجاح المنتخبات والأندية التي يدربونها؟


الجواب متفاوت بين هذا وذاك فالبعض يرى أن دور اللاعبين يصل لـ75 بالمئة كحد أدنى ويتم الاستشهاد بأن برشلونة غوارديولا يعود الفضل فيه لميسي وثنائي خط الوسط إكزافي وإينييستا، كما يتم الاستشهاد بالمنتخب البرازيلي 1970 الذي تغنى به الكاتب البريطاني غاري جينكنز عندما نعته بالفريق الجميل، حيث رأى الصحفي البريطاني أن ذاك المنتخب لم يكن يحتاج مدرباً للفوز بكأس العالم، وهذا أكده بعض اللاعبين ومنهم بيليه.‏


وبنظرة عامة يمكن القول إن أصحاب العقول يصنعون فارقاً قد تصل نسبته خمسين بالمئة وربما أكثر ولنا في مانشستر يونايتد زمن السير فيرغسون دليل حي، كما يمكن الاستشهاد بزيدان مع الملكي الحالي.‏


وبالعودة إلى التصفيات الآسيوية المونديالية نلمس شاهداً أكثر وضوحاً وهو التطور المذهل لمنتخب الصين عندما تسلمه المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي، فبعد رحلة ذهاب يلفّها الخيبة صحا التنين إياباً بحصده عشر نقاط ولو بقي فائزاً على منتخبنا وهو يستحق ذلك لخاض الملحق بدلاً منا.‏


وغالباً ما يكون عنصر المفاجأة أو الرهان على لاعب بعينه عاملاً حاسماً، ومباراتنا الأخيرة بمواجهة أستراليا دليل دامغ، عندما آمن المدرب بوستكوغلو بإمكانيات مهاجمه العجوز تيم كاهيل الذي يقترب من إنهاء ربيعه الثامن والثلاثين، والحكمة البالغة أن المدرب الأسترالي لم يستنجد به في لقاء الذهاب، وأعطى انطباعاً بأنه ليس من أولوياته، وإذا به الخيار الأساسي للمدرب الذي ربح الرهان إياباً، وبالفعل سجل كاهيل برأسيتين محكمتين، وكثيراً ما شاهدنا كاهيل مرتاحاً لا يبذل أدنى عناء لدرجة أحسسنا أنه لن يكمل المباراة وفجأة يقفز بكرة الهدف الثاني في الوقت الممدد وكأن المباراة في دقائقها الأولى.‏


أوراق الحكيم كانت كلها مكشوفة ولم يفاجئ بوستكوغلو بأي جديد ولذلك كان الاعتماد على الومضات الفردية التي كاد يجسدها عمر السومة ويقودنا للملحق النهائي، ولكن لا بد من إنصاف ناخبنا الوطني بالقول إن الغيابات بفعل آفتي الإصابة والحرمان والتبديلات الاضطرارية حدت من عنصر المباغتة لديه.‏

المزيد..