قدّم منتخبنا الأول بكرة القدم نفسه أجمل ما يكون خلال الدور الفائت ومباراة ذهاب الملحق أمام أستراليا، ولكن سوء الطالع يحاصر المدرب أيمن حكيم من كل حدب وصوب.
فعلاوة على اللعب خارج الأرض والافتقار لميزتين غاية في الأهمية فإن آفة الإصابات قالت كلمتها في توقيت عصيب جداً، وما إن وجد ناخبنا الوطني مخرجاً لغياب ثنائي الدفاع المصاب أحمد الصالح وعمرو ميداني، سارت الأمور عكس التيار قبل لقاء الإياب من خلال البطاقات الملونة التي ستغيّب عمر خريبين وخالد المبيض وهادي المصري.
متفقون على أن وصول المنتخب إلى هذه المرحلة يعد إنجازاً كبيراً وتخطّي أستراليا عطفاً على الظروف المرافقة ومواجهة رابع الكونكاكاف يعد إعجازاً، فما بالنا إذا كان التحضير والاستعداد ليس على ما يرام؟
من ينظر بحياد يرفع القبعة احتراماً للاعبين الذين تطوّروا بشكل مذهل خلال رحلة التصفيات وباتوا رقماً صعباً، فالمنتخب الحالي يختلف مئة وثمانين درجة عن المنتخب الذي خسر صفر/8 أمام اليابان بمجموع المباراتين، وهذا لم يأت من فراغ فانهالت العروض على العديد منهم، ونلاحظ في كل التحليلات الإشادة باللاعبين وانتقاد المدرب وهنا لا بد من إنصافه.
فصحيح أن دور خط الوسط غائب في معظم المباريات التي أشرف عليها الحكيم، وصحيح أن الحارس إبراهيم عالمة حاضر من جميع الجوانب ورجل الخشبات الثلاث بامتياز، وصحيح أن عامل الحظ والتوفيق حالف المنتخب غير مرة، وصحيح أن معظم الأهداف السورية الحاسمة جاءت بتوقيت قاتل، إلا أن هذه الأمور من صلب اللعبة، وأي متابع يعلم علم اليقين بأن النتائج التي سجّلها أيمن حكيم يعجر كبار مدربي العالم عن تحقيقها مقاطعة مع الظروف ذاتها، والأرشيف سيسجل أننا تعادلنا مع إيران مرتين وفزنا على أوزبكستان وقطر والصين وتعادلنا مع كوريا الجنوبية وأستراليا تحت قيادته، وأياً كانت نتيجة مباراة الإياب فإن الجميع أدى دوره على أكمل وجه.