حقق منتخبنا الأول بكرة القدم نصف خطوة نحو تحقيق الحلم الضائع التأهل إلى نهائيات كأس العالم عندما حجز مكانه في الملحق ليواجه بطل القارة الصفراء المنتخب الأسترالي،
ومن حق جماهيرنا الفرح والحزن بآن معاً، فمنبع الفرح الوصول إلى هذه النقطة التي لم يكن أحد يراهن عليها من أقصى القارة إلى أدناها مقاطعة مع الظروف ونوعية الإمكانات والمعسكرات التحضيرية، وبواعث الحزن أن رحلة الوصول إلى خط النهاية امتدت أربع مباريات إضافية بعدما كنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل المباشر في المباراة الفائتة بل في الشوط الثاني للمباراة المنصرمة بمواجهة المنتخب الأصلب والأقوى في القارة منتخب إيران.
الظروف وشعار (سورية بروسيا 2018) اقتربت مما كانت عليه قبل اثنين وثلاثين عاماً عندما صدح فارس الكلمة عدنان بوظو بعبارة شهيرة رددها الصغير والكبير (عالمكسيك يا سورية عالمكسيك) فما أشبه اليوم بالأمس! فمرحى لكل من اجتهد إدارة وكادراً فنياً ولاعبين بلغ عددهم أربعة وثلاثين لاعباً وكم كنا نتمنى لو طال التكريم جميع من شارك ولو دقيقة واحدة في التصفيات وخاصة أن بعض اللاعبين حازوا آلاف الدولارات ولم يلعبوا ولو دقيقة واحدة! وكم كنا نتمنى لو طال التكريم المدرب السابق فجر إبراهيم الذي قاد المنتخب خلال المرحلة الأولى وكذلك كادره المساعد وكل من كان له أياد بيضاء في المرحلة الأولى لأن التكريم عموماً كان على التأهل إجمالاً والوصول إلى هذه النقطة وليس على نقطة التعادل من إيران وبالتأكيد الترقيع خلال مؤتمر اللعبة ليس كافياً.
أما مسألة اختيار ملعب المباراة القادمة في ذهاب الملحق حيث استقر المقام في ماليزيا بناء على طلب المدرب أيمن حكيم الذي حُصر بزاوية اختيار ضيقة بين ماليزيا وعُمان، فنعتقد أنه بات من النسيان ولا داعي للخوض في تفاصيل مملة مع قناعتنا بتأثير عاملي الأرض والجمهور، وربما كان الاختيار لاعتياد لاعبينا على الأجواء الماليزية وبات الكادر الفني يتفاءل هناك بدليل أن نسور قاسيون لم يخسروا في خمس مباريات حققوا من خلالها الفوز على أوزبكستان وقطر وتعادلوا مع كوريا الجنوبية وإيران والصين.