الوقت الضائع الانضباط خط أحمر

أخذت قضية حرمان كريستيانو رونالدو خمس مباريات على هامش البطاقة الحمراء التي تلقاها في ذهاب السوبر الإسبانية حيزاً لا بأس به في وسائل الإعلام بكل أشكالها.


بغض النظر عن صحة قرار الطرد من عدمه حيث بدا لنا أن الحكم لم يكن موفقاً بقراره، لكن انضباط اللاعب أياً كان اسمه وحجمه وشهرته خط أحمر واحترام أصحاب الزي الأسود مسلمة لا جدال فيها، فنحن في رحاب لعبة شعارها الانضباط الأخلاقي أولاً وأخيراً وكم من لاعب دفع ضريبة التهور في لحظة طيش حاسمة.‏


مدرب الملكي الفرنسي زين الدين زيدان عاش لحظات لا تنتمي إلى ذكريات الزمن الجميل في هذا الجانب، فهو اللاعب الأسوأ سلوكاً بتاريخ كأس العالم بست بطاقات اثنتين منها باللون الأحمر ليكون أحد لاعبين طُردا مرتين على مدار النسخ العشرين للمونديال إضافة للكاميروني ريغوبيرت سونغ، وكلنا يتذكر كيف أن نطحته الشهيرة للإيطالي ماتيرازي في نهائي مونديال 2006 على الأراضي الألمانية كانت سبباً مباشرة في تحويل وجهة لقب الكأس من بلاد الزهور والعطور إلى بلاد الإسباكيتي، وتالياً كانت السبب الجوهري في تتويج الإيطالي فابيو كانافارو بالكرة الذهبية ذاك العام على حساب الديك الفرنسي زيزو.‏


لحظة رعناء كلّفت عصفور البرازيل الاستثنائي غارنشيا بطاقة حمراء في نصف نهائي مونديال 1962 ولولا تدخل رئيس البرازيل والتماسه العفو عنه لدى اللجنة المنظمة وإجهاض البطاقة الحمراء في خطوة وُصفت بتسهيل فوز البرازيل باللقب على حساب تشيكوسلوفاكيا لكان الأمر كارثياً على اللاعب ومنتخبه.‏


الغريب في الأمر أن المرشح للفوز بالكرة الذهبية الخامسة الطوربيد البرتغالي كريستيانو رونالدو أشهرت بوجهه حتى الآن عشر بطاقات حمراء مرشحة للزيادة في مسيرته الكروية، وهذه حصيلة كبيرة للاعب مصنف من بين نخبة لاعبي الكرة عبر التاريخ، ويبدو أن سباق الكرة الذهبية لعام 2017 باح بكل أسراره، لكن هفوة كهذه على غير الموعد قد تقوّض أحلامه لأن المصوتين سيقعون في حيرة من أمرهم.‏

المزيد..