الحسكة – دحام السلطان :انتهت المغامرة الجزراوية أخيراً وقبل أن ينتهي الدوري بثلاثة أسابيع، وأسدل الستار على استحقاقات (تحصيل الحاصل) المجدولة في برنامج الفريق، بعد خسارته لآخر مبارياته أمام البرتقالة الدمشقية بهدف مقابل هدفين يوم أمس الأول الجمعة،
وبذلك عاد الجزيرة مثقلاً ومحمّلاً بالهموم في نهاية أصعب وأعقد وأثقل دوري خاضه نادي الجزيرة على الإطلاق منذ صعوده إليه قبل ثمانية مواسم، وسط موجات عارمة الألم داخل الوسط الرياضي الجزراوي!
فشل دون استثناء !
الجزيرة لم يعد بحاجة إلى تنظير ولا إلى افتراضات محللين فنيين ولا إلى معادلات تناظرية ولا إلى نظريات رقمية، لأن الجميع قد راهن وساهم في فشله دون استثناء، وبالتالي فإن المسؤولية تشاركية والمقدّمات كلها كانت خاطئة، لذلك فإن النتائج لن تكون صحيحة، بل صورة طبق الأصل عنها، وهنا قد يكون الكلام مؤلماً وحزيناً ويجري بمحض العاطفة وتحركه شجونها كردة فعل منطقية على ممارسة واجتهاد اتحاد كرتنا الذي ابتكر لدوريه العجيب نظاماً تنافسياً طابقياً لا يمت إلى واقع الجزيرة المأزوم ولا إلى المنطق بصلة، واستطاع أن يظفر بشرف انتزاع براءة الدور والمساهمة الأكبر في دق المسمار الأخير في نعش الجزيرة، وهو النادي الذي كانت مشاركته في هكذا دوري بحد ذاتها إعجازاً وإنجازاً على حد سواء! قبل الحديث عن منافسته لبطل الدوري والوصيف وأقطاب الأندية المدللة على أرضها وبين جماهيرها في زمن قياسي ومضغوط، وهي التي صرفت عشرات الملايين المضاعفة أمام أندية (متعثّرة) ومغلوبة على أمرها كنادي الجزيرة، الذي كان يختصر وجبات إطعام لاعبيه إلى وجبتين اثنتين بدلاً عن ثلاث كحالة ضغط للنفقات! أمام أندية كتب لها القدر البشري على جبينها أن حظوظها في البقاء بين الأقوياء يحتّم عليها منافسة الأقوياء خارج أسوار أرضها ودارها، فأي عدالة هذه “يا سامعين الصوت! “ نعم لقد هبط الجزيرة بكل المقاييس والمعايير وتحطّمت مع هبوطه أحلام وآمال أنصاره إلى أجل غير مسمّى.!
الأجواء غير مثالية !
في الجانب المقابل وإذا نظرنا إلى الواقع المحلي لنادي الجزيرة عندنا في الحسكة، نجد أن الواقع ليس بأفضل حال من الواقع الذي هو عليه الحال بالنسبة للاعبين المحترفين أثناء السفر بطيران الشحن (اليوشن) والانتظار لساعات طويلة قبل الإقلاع وهم يفترشون العراء، وبأجواء غير مثالية بالمطلق للفريق الذي كان يعيش بؤساً من (مجاميعه)، والأهم من هذا وذاك الفجوة الكبيرة والهوة السحيقة التي كانت موجودة وعلى الأصول ما بين التنفيذية والإدارة السابقة ومرض الخلاف السرطاني بينهما، والنأي بالنفس من طرف الصالة الرياضية تجاه تلك الإدارة التي تفننت في فعل كل شيء دونما حسيب أو رقيب! ما انعكس سلباً على سوية الأداء والرتم الإداري بشكل كامل، ما أدى إلى قص شريط الخراب في نادي الجزيرة! قبل التدخّل من جانب التنفيذية (لتكحّلها قبل أن تعميها) بجلب لجنة تسيير مؤقتة ، ولكنها أوهمتها صراحة على مبدأ (الضحك على الذقون) بأنها ستحصل على صك تثبيتها وتكون إدارة المستقبل المنظور في النادي، لكن هذا الصك ظهر بالفعل وخرج إلى النور لكن بإبعادها وترحيلها إلى خارج أسوار النادي وليس بإبقائها فيه! لأن نتائج الدوري لم تمنحها حصانة البقاء على رأس العمل، وهذا بصراحة كان كله مرتبطاً بالنوايا! ليختمها التنفيذيون الرياضيون على مستوى المحافظة والرسميون على مستوى المدينة مسكاً، باستحضار إدارة بطريقة الكلمات المتقاطعة ومن كل (قطر أغنية)، كان قد بسم الحظ للفريق من خلالها في البداية، لكن سرعان ما تبدّلت النوايا واكتشف أمرها بممارسات لا تمت حتى إلى لعبة (الحورة) الشعبية عندنا بصلة! وتلك هي النتيجة، وعموماً فإن النادي قد خسر كل شيء وأريق ماء وجهه في مستنقع الحزن والألم على أيام مضت، فماذا يا أهل الحل والربط في الحسكة أنتم فاعلون؟؟!