نتابع وبفرحة نتائج لاعبنا المتألق بألعاب القوى مجد غزال الذي حصد ميداليته الثامنة في استحقاقاته الخارجية ورفع اسم سورية عالياً في المحافل الدولية، في أشد الاوقات حاجة لكي يبقى علمنا مرفرفاً عالياً، وقد نجح الغزال بذلك رغم الظروف التي يتدرب بها.
غزالنا بات النجم الأوحد في ألعاب القوى بإنجازاته وإنجازات غيره، التي يتكئ عليها مسؤولو الرياضة، ليتفاخروا بها “كما يتفاخرون بغيرها” على أنها إنجاز يحسب لهم وبذلوا كل جهد من أجلها، ويتبنونها على أنها فتح مبين لهم، ويلتقطون معهم أجمل الصور، ويدلون بالتصريحات المنمقة حولها، بينما هي في الواقع غير ذلك بتاتاً، ولو سألت أي بطل رياضي عن معاناته لتحدث لك والمرارة تطفح من فمه، إن كان يستطيع الحديث دون خوف، لأنه يعلم ماذا سيحل به إن قال كل شيء بصراحة..!
للأسف هذا هو واقعنا الرياضي الذي نتغنى به، مبني على الطفرات الشخصية، وليس على برمجة العمل وفق استراتيجية طويلة الأمد، يولد منها الرياضي، بعملية سهلة وليست قيصرية، ويكون نتيجة اعداد مخطط له من مراكز تخريج الأبطال، ويشرف عليه مدربون متخصصون، وأكاديميون، ومشرف تغذية وطبيب مختص وآخر نفسي، وغير ذلك مما يؤهله ليكون نجماً نتفاخر به بحق وحقيقة، لا أن نقف بجانبه عندما يحقق الانجاز من أجل التقاط الصور التذكارية.
مجد ليس الحالة الوحيدة، وليست الأولى ولن تكون الاخيرة، ولكن ما حققه مجد غزال يستحق أن يدرّس بعناية لأنه مثال النجم المثابر الذي تحدى كل الظروف وحقق أكثر مما هو مطلوب منه رغم كل منغصات العمل التي رافقته، ولن نعيد ذكرها فالجميع يعرفها.
مجد اليوم يعيش حالة خاصة به تتطلب من كل المعنيين الوقوف معه من أجل حل مشكلته الشخصية، وهي في الأساس عامة، لأنه بات بطلاً يمثل كل سورية، فهو مطلوب للخدمة الاحتياطية، وهو موجود خارج البلاد من خلال استحقاقاته، ولو حضر لالتحق بقطعته العسكرية وتم حرمان البلد من مشاركاته الخارجية، ليتسنى حل المشكلة وتفريغه، ولكن كما علمت أن هناك جهوداً تبذل، ولكنها بطيئة ولم تثمر حتى ساعة كتابة الزاوية، والواجب يقضي أن نجعله يعيش دون قلق، فهو أيضا جندي يحارب على جبهة لاتقل أهمية عن باقي الجبهات، وباعتقادي لو أن المعنيين وصل لهم الموضوع كما يجب لما قصّر أحد معه، فهم يدركون أهمية نجم يرفع علم سورية في الخارج خلال سنوات الحرب.
بسام جميدة