الوقت الضائع وعيد السوبر

لا تحتاج مباراة السوبر الأوروبية السنوية التي تقام هذا العام في جمهورية مقدونيا يوم الثامن من شهر آب بين ريـال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي لأي توابل حتى نتيقن أننا سنكون على موعد كروي مخصص للكبار لا مجال فيه لضعاف القلوب المتيمين بالفريقين.


فاسم الناديين مرعب لمتابعي المستديرة وكثيراً ما تنافسا على ميزة الأعلى قيمة في سوق بورصة الأندية، وشعبيتهما جارفة على مدار القارات كلها وليس أوروبا وحدها، واسم المدربين جوزيه مورينيو وزين الدين زيدان الفائز كل منهما بلقب الشامبيونزليغ مرتين يزيد المباراة لهيباً، والرغبة في تحقيق اللقب كزاد معنوي مطلوب للموسم الكروي الجديد تؤجج الصراع، ونوعية اللاعبين المتوافرين في القلعتين تجعلنا توّاقين لهذه القمة، فكيف إذا كان اللقاء هو الأول بين الناديين برسم لقب أي من البطولات الأوروبية؟ وكيف إذا كان لاعبو الفريقين أطلقوا تصريحات عنوانها التحدي؟‏


رغم العراقة والتاريخ والماضي التليد والسجل الناصع لكل منهما قارياً وعالمياً مع فارق الحضور والبصمة التي تميل كل الميل لريـال مدريد إلا أنهما لم يسبق أن تواجها في مباراة حاسمة، والملكي زعيم القارة القديم والحديث عاد مهاب الجانب صعب المراس متكامل الخطوط متنوع الحلول مع الديك الفرنسي الفصيح زيدان، وجماهير أولد ترافورد مؤمنة بقدرات مدربها على كتابة تاريخ جديد.‏


اليونايتد المحلي مختلف عن اليونايتد القاري وخمسة ألقاب أوروبية على مدار ستين عاماً ونيف حصيلة لا تتوازى مع القيمة الكبرى للفريق، والسير فيرغسون صانع أمجاد النادي اعترف بذلك صراحة يوماً ما، وجماهير أولد ترافورد تتوسم خيراً بالداهية البرتغالي مورينيو لإعادة الشياطين الحمر للنخبة العالمية، والعودة إلى الواجهة الأوروبية ولو من باب اليوروباليغ، ومباراة السوبر الأوروبية بداية مبشرة لاستعادة العرش والهيبة بآن معاً.‏


المباراة مرتقبة وستكون بمنزلة التحضير الأخير لخوض غمار الموسم الجديد وستصل درجة الحرارة فيها للغليان، وهي المحك الحقيقي للوافدين الجدد وعلى رأسهم لوكاكو رهان مورينيو في الموسم الجديد.‏

المزيد..