ضربــــة حـــرة…انسحاب تكتيكي

لا أعرف لماذا يضع اتحاد كرة القدم نفسه في مواقف هو في غنى عنها، على مبدأ “أجا ليكحلها فعماها”. فبعض القرارات التي صدرت من لجنة الدوري وصدّق عليها الاتحاد بكل هيبته، لا تأتي سوى تحت هذا العنوان، فمع بداية الدوري مُنع أي شخص يجلس على دكة الاحتياط أن يحمل “اللابتوب” أو أن يتحدث على الهاتف الجوال،


وفرضت غرامة لمن يخالفه، وتتالت القرارات الكثيرة والغريبة، وكان آخرها منع أي روابط للجماهير الكروية تحت أي مسمى عدا رابطة المشجعين، في الوقت الذي تشكلت فيه عدد من اندية القطر روابط تشجيع “الالتراس”، بل وطلب الاتحاد من الاندية موافاته بمعلومات أسمية عن القائمين على الروابط، مع انها من مهمة النادي وليست مهمته، ونحن لم نكن نصدق أن تعود بهذه الجمالية والسرعة لملاعبنا الكروية وباتوا يشكلون كرنفالا رائعا في جيد رياضتنا التي نتمنى أن ترتقي لمستوى وتطلعات الجماهير.‏


هذا الجمهور يستحق من اتحاد كرة القدم ماهو أسمى من هذه القرارات التي يصدرها، كأن يبتكر لهم طرق حديثة لتشجيعهم على الحضور بطريقة الترغيب لا الترهيب، وتخصيص جوائز لهم عبر شركات راعية، ووجودهم يجعل أعين العالم ترى أن سورية بدأت تتعافى تدريجيا، ولولا أخطاء بعض الحكام وقراراتهم الجدلية، لما شابت أوساط الجماهير على المدرجات أي شائبة، لأن جمهورنا محب للفرح وللأمان.‏


وما زاد الطين بلة، قرارات نقل مباريات الفرق خارج أرضها، فما دام الاتحاد اعتمد الغرامات المالية فلماذا يرفع عصاه في وجه الجمهور بهذه الطريقة، ولماذا يريد العوة بنا إلى سالف العصر الأوان؟‏


العودة عن الخطأ فضيلة، ولكن الاتحاد لم يعترف بخطئه، بل برره فقط، كما فعل بأول أسبوع مع فريق الفتوة عندما اعترض على فريق الاتحاد الذي تغافل عن وضع العلم على قمصان لاعبيه، وتمت لفلفة الموضوع بطريقة نعرفها جيدا، ولم يعترف أنه اخطأ في صياغة اللائحة أو عجز عن تطبيق قراراته، وهاهو ينسحب تكتيكياً من موضوع الالتراس أمام رغبة الجماهير التي هي زينة النشاط الرياضي، ولننتظر ماذا سيصدر في قادمات الأيام من قرارات وأخطاء تحفل بها بلاغاته الأسبوعية.‏


بسام جميدة‏

المزيد..