ضربــــة حـــرة…جدل القرارات وفوضى التحكيم

لم أكن أريد العودة كثيرا لموضوع التحكيم في دوري كرة القدم للمحترفين، وقد كتبت عنه الكثير، وفي إحدى الكتابات حصل جدل طويل، كان آخره اتصال من الصديق محمد كوسا رئيس لجنة الحكام الذي طلب مني إنهاء الجدل الدائر، لأنه يمسه شخصياً.


جدل القرارات التي تصدر عن اللجنة المشرفة على الدوري، تثير النقاش حولها، بين مؤيد ومعارض لها، وكل فريق يرى أن القرارات تظلمه، ولم يقل أحد إنها أنصفته، ومرد ذلك أن اللجنة تعتمد في قراراتها على مرجعيات اعتمدتها، وهي المراقب الإداري والتحكيمي، وتقرير الحكم، وعضو تنتدبه من قبلها، وباعتقادي من المفترض أن يكون هذا كافياً ليمنح اللجنة صورة واضحة وتتخذ القرار الأكثر عدالة، ولكن يبدو أن بعض الصور والتقارير التي يتم نقلها لا تكون في غالبها صادقة، أو إنها تخضع لإملاءات أو تأثيرات ما، فتأتي مشوشة، مع أن بعضها يكون منصفاً، حتى لا نبخس البعض جهودهم.‏‏


بالمحصلة وبشهادة الجميع، غالبية حكام الدوري ليسوا بمستوى المباريات التي قادوها، مع أن المستوى الفني في خبر كان، فماذا لو كان الدوري بوضع أفضل، والفرق بمستوى أعلى، والجمهور حاضرا، وهل عقوبة الحكم بالإيقاف تكفي لإبعاد الضرر عن فريق تأذى بقراراته..؟‏‏


ما كتبه الناطق الرسمي لاتحاد كرة القدم ، يأتي تحت عنوان “وشهد شاهد من أهلها” ليدلل على انحدار التحكيم، وما يحدث داخل لجنة الحكام التي شهدت الكثير من إشارات الاستفهام والجدل، منذ أن حاول رئيس الاتحاد إنقاذها، عندما تولى رئاستها، بسبب ادعاء رئيس اللجنة المرض، ومن ثم إعادتها إليه، بعد أن هدأ اللغط حولها.‏‏


ومنذ بداية هذا الدوري الذي حاول اتحاد اللعبة أن يلبسه، الثوب الاحترافي، كان التحكيم، وقرارات اللجنة المشرفة محط استغراب الجميع، لأنها حاولت الخروج من بعض المطبات التي وقعت بها، لتدخل في غيرها، ضمن سياسة الاستيعاب للجميع، ومع ذلك تم التمسك بقشور التنظيم فقط، ولم يلتفت أحد، للارتقاء بالمستوى الفني، ولا بالمستوى التحكيمي، وهما الأساس من أجل أن يكون لهذا النشاط، روح وجدوى تنعكس على المنتخبات الوطنية التي لم تستفد منه بالمطلق، وإلا ما معنى أن يصل لاعب للمنتخب، ولا يجيد أبسط بديهيات كرة القدم.‏‏


بسام جميدة‏‏

المزيد..