عندما فاز ريـال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا الصيف الفائت أيقن متابعو كرة القدم في كل قارات الكون أن طبعة الملكي الجديدة مع المدرب زين الدين زيدان
لا تقل قيمة عن الطبعة الأولى مع دي ستيفانو وبوشكاش وكوبا وخينتو يوم ساد الملكي أوروبا وكان الرقم الأصعب في الليغا.
وحقيقة ذلك ازدادت سطوعاً عندما التهم الملكي عدوه الأزلي برشلونة في مباراتي السوبر الإسباني مطلع الموسم، وحينها تسرب الشك لجمهور البلوغرانا بإمكانية عودة فريقهم مع المدرب الجديد فالفيردي.
ولأنها كرة القدم التي أبعد ما تكون عن المنطق فقد حصلت متغيرات لم تكن بالحسبان، فسلسلة التسجيل المتتالي توقفت عند ثلاث وسبعين مباراة، والمؤلم أن هذه الأسطورة انتهت في معقله برنابيه بحضور كريستيانو رونالدو، وكان متوقعاً زيادة الرقم القياسي من حيث الانتصارات المتتالية إلى أربعة عشر انتصاراً، ولكن الصاعد جيرونا قدم خدمة العمر لجاره الكاتالوني من منطلق (أنا وابن عمي على الغريب) فحدث الزلزال المدوي الذي لم يكن بالحسبان، والغريب أن الخسارة حدثت في المباراة الأولى للملكي عقب تتويج كريستيانو وزيدان بجائزتي الفيفا لأفضل لاعب ومدرب.
ويرى النقاد أن المباراة هي الأسوأ لريـال مدريد تحت قيادة زيدان وأن إمكانية الإطاحة به واردة كما حصل مع يوب هاينكس بعد قيادته الملكي للقب دوري أبطال أوروبا عام 1998 ورغم استبعادنا هذا السيناريو وخصوصاً بحق أيقونة كروية محببة في البيت الملكي إلا أن المدرب دائماً يكون الحلقة الأضعف.
على الطرف المقابل نهض برشلونة من كبوته واستمر ميسي في تألقه رغم رحيل نيمار الذي كان يقدم الكثير من الحلول، ورغم تراجع مستوى سواريز، وها هو البرشا يحقق الفوز في تسع من المباريات العشر التي لعبها هذا الموسم مقابل تعادل يتيم بأرض أتلتيكو مدريد، وكان ممكناً الظفر بنقاط تلك المباراة، ليكون برشلونة قد أنجز المباراة السابعة عشرة على التوالي من دون خسارة حاصداً تسعاً وأربعين نقطة ممكنة وهذا رقم خرافي.
الملكي لم يخسر اللقب بعد رغم صعوبة المهمة والبرشا لم يحسم اللقب ولكنه بموقف مثالي، والموسم الكروي ليس مقتصراً على الليغا وهنا بيت القصيد فجاءت خسارة ريـال مدريد بأرض توتنهام لتزيد الأوجاع والشكوك.
محمود قرقورا