ضربــــة حـــرة…منتخبنا ولعبة الاحتمالات

تابعنا بمزيد من الحسرة مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم مع الصين في التصفيات المونديالية، وهو يقدم ما لم نكن نتوقعه أبدا في الأداء والنتيجة، بعد أن حشدنا كل قواميس الأمل، لكي نقف معه، ونؤازره، مستبشرين خيرا، مٌبعدين من أمامنا، كل هواجس التشاؤم، وكنا نبني طموحاتنا على ما قدمه في السابق،


من عروض، تقودنا الى التفاؤل، الذي نكون ربما قد بالغنا فيه، رافعين من سقف آمالنا في الوصول إلى موسكو 2018 التي قد تكون أيضا أكبر من إمكانياتنا الفنية.‏


التعادل الذي تحصلنا عليه بشق الأنفس مع الصين، أدخلنا في لعبة الاحتمالات ودواماتها، التي لم نكن بعيدين عنها في تصفيات كثيرة سابقة، ولو إننا عملنا منذ بداية الدور الثاني بحماس التأهل بعيدا عن وضع المبررات سلفا، لكنا وصلنا إلى ابعد مما نحن فيه لأن بقية الفرق في مجموعتنا ليست بأفضل منا بكثير، (عدا إيران التي ضمنت التأهل مبكرا) وكان بالإمكان أفضل مما جرى بكثير.  ‏


ومهما كثرت التبريرات، من غيابات وتحضير، وأزمة، فهي لايمكن أن تبرير التقصير في الأداء، الذي شاهدناه أخيرا، ولا أعتقد أن اللاعبين وحدهم يقفون وراء هذه المشكلة، لأن قيادة المدرب ونظرته للملعب والتشكيل، لم تكن صائبة مطلقا، هذا إذا استبعدنا ما يدور في الأحاديث الكثيرة من أنه ليس صاحب القرار في التشكيلة، أو على الأقل في عدد من الأسماء التي تنزل الملعب..!‏


وفي الوقت الذي يصمت الكثيرون فيه، عن التوضيح، وتحمل المسؤولية ينبري مساعد المدرب طارق جبان بكل شجاعة ليقول لي مصرحا عقب اللقاء بساعات “نتحمل المسؤولية عما حصل، وكان الأداء سيئا بالفعل” مبينا بعض الأسباب التي أدت الى هذه النتيجة.‏


ومهما جرى، فلابد من الانتظار بمحطة الأمل، والعض بالنواجذ على ما تبقى من فرصة حتى النهاية، التي نتمنى أن تبتسم لنا بالتأهل للملحق الذي سيعذبنا أكثر وأكثر، وإذا حصلت المعجزة بالتأهل المباشر، وبالتأكيد لن أقلل من قدرات لاعبينا، فهم كبار، ونجوم ويستحقون كل التحية، ولكن لابد من إعادة النظر بكل جرأة وواقعية بموضوع المدرب، على الأقل إن لم يكن من اجل التصفيات، فمن أجل النهائيات الآسيوية، التي تتطلب “هز كتاف”.‏


بسام جميدة‏

المزيد..