كتب- غسان شمه:تعثر المنتخب السوري لكرة القدم في تحقيق آمال عشاقه العريضة في تسلق سور الصين مجدداً بعد أن خرج بتعادل صعب جاء بشق الأنفس وأشعل لهيب إشارات الاستفهام حول أداء اللاعبين ولياقتهم البدنية وفكرهم الكروي«بالتضامن» مع الجهاز الفني والمدرب الحكيم الذي جانبه التوفيق بمعايير عدة،
وذلك على عكس الصورة التي أظهرها لاعبو التنين الصيني في الشوط الثاني حيث مالت الكفة لمصلحتهم في كل شيء, وكان واضحاً أن قراءة المدرب الإيطالي ليبي فرضت نفسها, ولولا حضور الكابتن أحمد الصالح وكرته المنقذة في الدقائق المستقطعة, لكان الوضع أسوأ مما هو عليه, ولكن مع الضربة«الموفقة» جاء التعادل ليحافظ على آمال منتخبنا ولكنه التعادل الذي عزز من الحديث عنه المحاذير والأخطاء البدائية فنياً وتكتيكياً رغم تقديرنا لجهد اللاعبين..!
بين المدرب واللاعبين
على الرغم من تأكيد المدرب أيمن الحكيم على تأثر المنتخب بالإصابات واعترافه بعدم التوفيق وضعف مردود اللاعبين, إلا أن الحقيقة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا تتعلق بجانب كبير منها على قدرة الجهاز الفني على قراءة المجريات، وهنا أتحدث عن هذه المباراة تحديداً، فقد كانت دون المستوى المطلوب، فلا يمكن بحال من الأحوال ترك مساحات كبيرة من الملعب للخصم والتراجع بهذا الشكل وفي جعبتنا هدف وحيد يمكن تعويضه, وهذا بالفعل ماحدث مع تبديلات ورؤية المدرب ليبي حين لعب بثلاثة مهاجمين في الوقت الذي عجزنا فيه عن القيام بمرتدات مزعجة للخصم.. ولن نتحدث أكثر بل سننتظر الأيام القادمة حيث نحن على موعد بدراسة المباراة وتحليلها والوقوف على الأسباب التي جعلت منتخبنا يظهر بهذا الشكل, حيث أهدرنا فرصة غالية للاقتراب من الأوزبكي والكوري الجنوبي بعد خسارتيهما.
المنتخب والمجموعة
بعد انتهاء الجولة الثامنة رفع المنتخب الإيراني رصيده إلى 20 نقطة وتأهل, فيمابقي رصيد الكوري الجنوبي عند 13 نقطة بعد خسارته “2/3”أمام القطري في المركز الثاني, وبقي ثالثاً الأوزبكي برصيد 12نقطة بعد خسارته أمام الإيراني صفر/2 ومنتخبنا رابعاً بتسع نقاط, وتقدم القطري للمركز الخامس بسبع نقاط, وحل الصيني أخيراً بست نقاط.
هذا التعادل أشعل الإثارة في منافسات المجموعة وبات منتخبنا بحاجة إلى فوزين وبانتظار خدمات من الآخرين على حساب الأوزبكي, في الوقت الذي دخل القطري على الخط, وبقيت آمال الصيني بالبطاقة الثالثة حاضرة وإن كانت الأضعف….
في تفاصيل المباراة
بداية لاعبي منتخبنا كانت متوازنة بإغلاق المنطقة الدفاعية وعند الدقيقة التاسعة استطاع حارس مرمى منتخبنا ابراهيم عالمة التصدي لكرة قوية للمنتخب الصيني على اثرها بدأت هجمة مرتدة لمحمود المواس مررها لفهد اليوسف الذي دخل منطقة الجزاء وتعرض لعرقلة من الحارس الصيني احتسبها الحكم ركلة جزاء نفذها المواس، فأعاد الحكم الركلة بعد تسجيلها بحجة دخول أحد لاعبينا منطقة الجزاء وكرر المواس الركلة في الزاوية نفسها التي سدد فيها الركلة الاولى لتعلن الدقيقة الحادية عشرة الهدف الأول لمنتخبنا، وبعد الهدف امتد المنتخب الصيني الى الهجوم ولكن صلابة المدافعين كانت حاضرة أمام كل الهجمات وعند الدقيقة 27 كاد زاهر ميداني أن يعزز النتيجة برأسية قوية تصدى لها الحارس الصيني بصعوبة وكان حضور التنين الصيني متواضعاً في هذا الشوط الذي انتهى بتقدم السوري بهدف.
في شوط المدربين، الشوط الثاني، ظهر مباشرة إصرار الايطالي ماتشيلو ليبي، مدرب الصيني، على تعديل النتيجة حيث أصبح يهاجم بثلاثة لاعبين صريحين وفي الدقيقة الـ68 احتسب الحكم الإماراتي عبد الله جمعة ركلة جزاء للمنتخب الصيني إثر عرقلة نصوح نكده لي الذي دخل بدلاً من خالد مبيض لأحد لاعبي المنتخب الصيني، سددها غاو لين بنجاح لتصبح النتيجة هدفاً لهدف، ولم تكن ردة الفعل عند منتخبنا حاضرة بعد التعادل،بل بالعكس تابع المنتخب الصيني ضغطه وأثمر عن هدف ثانٍ بالدقيقة 75 عن طريق وو زي ولم يتبق أمام منتخبنا إلا وضع كل إمكاناته في الدقائق الأخيرة وترجمها في الدقيقة 92 عندما أعاد المدافع أحمد الصالح الآمال بمتابعة المنافسة بإحرازه هدف التعادل من ضربة حرة مباشرة لتنتهي المباراة بهدفين لكل فريق.
التشكيلة
إبراهيم عالمة- عمرو جنيات – أحمد الصالح- عمرو الميداني (أحمد الدوني)- مؤيد العجان – تامر حاج محمد- زاهر الميداني- خالد المبيض (نصوح نكدلي)-محمود المواس- فهد اليوسف (يوسف قلفا)-مارديك مردكيان.
الحكيم يوضح ..؟!
في المؤتمر الصحفي قال المدير الفني أيمن الحكيم: لم نوفق بتقديم المستوى المأمول وعانينا من مشكلة الاصابات التي بدأت مع ابراهيم عالمة قبل اللقاء وعمر ميداني وحتى أحمد الصالح خلال مجريات الشوط الثاني، وأضاف : افتقدنا للتركيز وقدمنا واحدة من المباريات غير الجيدة لاعتبارات متعددة وهذا ليس تبريراً لكن ظروف المباراة ومردود عدد من اللاعبين ساهما في فقدان فرصة الفوز.
وأشار الحكيم إلى أن التعادل أبقى على حظوظ المنتخب في المنافسة على البطاقة الثالثة لخوض الملحق وهذا يتطلب عدم التفريط بأي نقطة.