يخوض منتخبنا الأول بكرة القدم مباراة مصيرية بمواجهة الصين ضمن الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، وهي بحق مباراة المسمار، مباراة الهم والاهتمام، مباراة العمر للكادر الفني واللاعبين على حد سواء.
بداية لم نكن نتوقع أن يصل منتخبنا إلى هذه النقطة ممتلكاً أمل مواصلة الحلم.
ولم نكن نتوقع من المدرب أيمن حكيم أن يرفع سقف طموحاتنا ويعيد للمنتخب الوطني شخصيته واعتباره بعد خماسية اليابان في نهاية المرحلة الأولى من التصفيات.
ولم يراهن أحد على هذه الصلابة الدفاعية بعد تلك النتيجة الثقيلة، إذ طُرق مرمانا ثلاث مرات فقط في سبع مباريات وهذه حصيلة قد لا نحلم بها عبر التاريخ بالنظر إلى هوية المنتخبات التي واجهناها.
بعد غد نخوض مباراة حياة أو موت وما يجعل المباراة صعبة مختلفة مئة وثمانين درجة عن مباراة الذهاب التي حسمناها بهدف ملعوب ومشهود وقّعه المواس، أن المنتخب الصيني يخوض مباراة الأمل الأخير أيضاً، وما يؤجج الدقائق التسعين أن التنين يشرف عليه هذه المرة بطل العالم 2006 الإيطالي ليبي الذي غيّر من شكل المنتخب الذي واجهناه، لكن ما يصب في مصلحتنا أن المنتخب نعم بمعسكر تحضيري أكثر من جيد خاض خلاله مباراتين وديتين نوعيتين.
أياً كانت النتيجة فيجب الثناء على المنتخب، فإذا كان الفوز حليفنا فالأمل سيستمر والأحلام تكبر، وإذا كانت سلبية فيجب اعتبار هذه الرحلة الشاقة بمنزلة التحضير للنهائيات القارية 2019 وما كنا نحلم بهذه النوعية من المباريات استناداً للظروف الراهنة.
لكن ما نريد قوله إننا نرفض جملة وتفصيلاً التبريرات المسبقة لأي نتيجة عطفاً على غياب عناصر الصف الأمامي المؤثرين والسبب أننا بالأساس امتهنا الأسلوب الدفاعي الذي برعنا به، ولعبنا على الهجمة المرتدة التي آتت أكلها أحياناً، وكأن إمكانياتنا مبرمجة على التحصين الدفاعي والقيام بهجمة مرتدة قد تثمر هدفاً نعض عليه بالنواجذ.
محمود قرقورة