كتب- غسان شمه:التعادل مع المنتخب الياباني الكبير, أحد أبرز منتخبات آسيا, هل يلبي سلة الثقة والطمأنينة التي يبحث عنها منتخبنا الكروي ومن خلفه الجهاز الفني بقيادة أيمن الحكيم, أم إنه رفع أكثر من إشارة استفهام قبل مواجهة التنين التي قد تكون فاصلة…؟!
هذا التعادل وقبله التعادل مع العماني بنفس النتيجة «1/1» ساهما من دون شك,
في وقوف الجهاز الفني على الحالة البدنية والفنية للاعبين وخاصة خط الهجوم, في ظل غياب قوته الضاربة(الخريبين والخطيب), وبالتالي من المنطقي القول إنه وضع التصور الأساسي للتشكيلة التي سيخوض بها المنتخب غمار المواجهة مع التنين الصيني في مباراة لاتقبل القسمة على اثنين, والتعادل يودي بطموح الصيني ويقلل كثيراً من آمال النسور وربما أكثر..؟!
إذاً ليس من السهل الركون إلى طمأنينة فقد تكون خادعة, رغم أهمية التعادل الإيجابي- شكلاً ومضموناً- وهنا ينبغي أن نتذكر أن منتخبنا عانى كثيراً في الشوط الثاني, وقد وقف الحظ وبراعة العالمة إلى جانب منتخبنا وإلا كان للساموراي كلام آخر, ولذلك فإننا نظن أن المهمة صعبة, أما الصيني الباحث عن فوز يبقيه في دائرة المنافسة والصراع, وطموحه شبيه بطموح منتخبنا مع أفضلية بالنقاط للنسور الذين إذا تمكنوا من عبور السور الصيني مرة جديدة فستكون آمالهم أفضل وأوراقهم حاضرة في الملعب..!
منتخبنا بمن حضر
ماشاهدناه في المواجهة مع المنتخب الياباني يؤكد حقيقة لاجدال فيها- بتقديرنا- وهي أن الشق الدفاعي لدى منتخبنا مازال واضح الحضور والقوة والتماسك, وهذا لايكفي فخط الهجوم مع معاناته الحالية بفقدان الخريبين والخطيب, مطالب بالتعويض وإثبات الوجود, وهذه مسألة تبدو متاحة بحدود مع النجم المتألق مرديك ماردكيان الذي سجل هدفي التعادل مع الياباني والعماني, ومطلوب أيضاً تفعيل خط الوسط بشكل أفضل من أجل القيام بمهامه الهجومية والدفاعية, كما أن اللياقة البدنية لدى بعض اللاعبين مازالت تثير القلق…
اليوم نحن أمام واقع يقول إن منتخبنا سيلعب بمن حضر, وثقتنا بنسورنا كبيرة بمن حضر منهم ومن غاب, ونعتقد أن المساحة الزمنية المتاحة بين لقاء الياباني والمواجهة الأهم مع التنين سيكون العمل فيها مضاعفاً من قبل الجهاز الفني واللاعبين للوصول إلى السوية البدنية والفنية لتحقيق الطموحات رغم الإرهاق والتعب مع نهاية موسم المحترفين الكروي وهي مسألة مأخوذة بعين الاعتبار ونحن على ثقة أيضاً بأن المدرب الحكيم سيتعامل بشكل موضوعي ومحسوب فيما يخص الأوراق المتوافرة بين يديه.
طموح الصيني مع ليبي
ندرك أيضاً أن المنتخب الصيني مع مدربه الإيطالي ليبي يحاول أن يقدم صورة جديدة وأكثر حضوراً من السابق, رغم خسارته في الجولة السابقة ولذلك يسعى المدرب من خلال خبرته للتعامل مع هذا اللقاء باعتباره الفرصة الأخيرة للتنين وسيعمل على توظيف أوراقه كاملة في مواجهة نسورنا, وخاصة من ناحية السرعة واللياقة البدنية, وبالمقابل يمكن لمنتخبنا أن يستفيد من الضغط المضاعف على خصمه لاقتناص فوز يفي بالطموحات مايجعل اللاعبين أمام مهمة صعبة ومضاعفة مجموعة وأفراداً ومن خلال تماسك الخطوط الثلاثة وتضييق مساحات اللعب أمام لاعبي التنين والاستفادة من المرتدات قدر الإمكان..
لسنا في معرض الحديث الفني ولكنها إشارات لأن قناعتنا حاضرة بإمكانيات الجهاز الفني والمدرب الحكيم الذي عرف حتى الآن كيف يسير بالمنتخب بشكل مقبول رغم الظروف كلها.
في التاريخ
لا تميل الكفة التاريخية لمواجهات الفريقين بشكل كبير إلى أحد الطرفين فقد لعبا ذهاباً وإياباً في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2011 ففاز نسورنا 3/2 ثم تعادلا صفر/صفر.
في كأس آسيا 1980 فاز منتخبنا 1/صفر, وفي نفس المسابقة عام 88 فازت الصين 3/صفر, وكررت نفس النتيجة في نسخة 1996 من الكأس الآسيوية.
يبقى التذكير بأن المباراة ستقام عند الساعة الثالثة عشرة من ظهر يوم الثلاثاء القادم.
ترتيب المجموعة
إيران في الصدارة برصيد 17 نقطة, كوريا ج 13, أوزبكستان 12, سورية 8, الصين 5, قطر4
وهذا يعني أن فوز منتخبنا ضرورة لأنه في حال فازت إيران على أوزبكستان, وكوريا على قطر وتعثرنا بالتعادل أو الخسارة فسنخرج من المنافسة مع الصيني.
تفاصيل اللقاء
لاعبو منتخبنا كانوا الافضل انتشاراً وتركيزاً وكادوا أن يباغتوا أصحاب الارض عبر النجم محمود المواس وتسديدة زاهر القوية ومحاولات لمارديك والعجان ، في حين مرت كرات جينكي بسلام فوق وبجانب مرمى العالمة الذي كان حاضرا بامتياز.
شوط الأول منح منتخبنا الثقة وترك الصدمة على وجوه البوسني وحيد الذي جلس على مقعده يراقب «نسور قاسيون» أكثر قوة وصلابة وأفضل تركيزا وانتشارا وتهديدا.
في الشوط الثاني كانت الفرحة مبكرة عبر مارديك برأسه عن يمين الحارس مترجماً «ابداع» جنيات بموزونة مثالية في الشباك اليابانية .
وحاول خالد بعدها بقوية جانبت القائم الايمن لكن الرد الياباني لم يتأخر بهدف عن يسار العالمة استغل فيه الساموراي هفوة بسيطة ليدرك التعادل.
وفرض أصحاب الارض ايقاعهم على اللقاء عبر خبرة هوندا والتبديلات التي أجراها مدربه لكن يقظة العالمة وتوقيت خروجه المثالي والكثافة الدفاعية حالت دون ذلك لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي.
الحكيم سعيد
بعد اللقاء أثنى المدير الفني أيمن الحكيم على اللاعبين فردا فردا وشكر جهدهم ومستواهم المشرف أمام أحد أفضل منتخبات القارة الآسيوية ، وقال: لعبنا اليوم مباراة كبيرة وكتبنا تاريخاً مشرفاً للكرة السورية وخرجنا متعادلين في لقاء لم يكن الفوز فيه بعيداً عنا .
وأضاف: حققنا المراد معنوياً من اللقاء وفنياً مرتاح جدا لمردود اللاعبين وأعتقد أن من يتفوق نسبياً على المنتخب الياباني في أرضه وبين جمهوره يستحق أن يكون منافساً حقيقياً لبلوغ المونديال.
وتابع الحكيم: صحيح ان اللقاء ودي لكن لعبنا بتركيز عال وطبقنا ما عملنا على دراسته بشكل جيد ومستفيض واستحق رجالنا التصفيق بعد اللقاء.