لست ممن ينكرون على الاتحاد الرياضي العام ما يقوم به من خطوات استثمارية، بل كنت ولا أزال من المنادين بضرورة استثمار تلك المساحات الواسعة والمهمة في عدد لا بأس به من المدن الرياضية والأندية وغيرها، بل شعرت بسعادة غامرة وأنا أرى مئات الناس وهم يتوافدون على مدينتي الجلاء وتشرين،
في خطوة تشاركية جميلة ما بين الرياضة والاقتصاد وعموم الجماهير، وهي ترتاد مهرجان التسوق الشهري الذي أقيم في تلك المدينتين الرائعتين وسط دمشق، بل تابعت مهرجان المرأة الريفية وهي تنتج وتبيع، في مدخل ومكاتب مدينة الجلاء.
ولكن ما حزّ في نفسي ما شاهدته، وكيف يتم نقل “وشحط” الأغراض على أرض الصالة الرياضية حيث كان في السابق يتم منع أي شخص من النزول إليها بحذائه العادي، فكيف اليوم والكثير يلقون بأعقاب السجائر فوقها، وكيف يتم استعمال المرافق العامة، بل حتى مكاتب الموظفين والدرج في مدينة الجلاء تم استثمارها لعرض المنتجات..!!
ومن يجول بناظريه في عموم تلك الأماكن وغيرها يرى كم هي كثيرة المطارح الاستثمارية التي يملكها الاتحاد الرياضي العام، وفي أماكن مهمة جدا من قلب العاصمة، فنادي المجد له استثمار مهم من شأنه أن يكون من أغنى الأندية السورية، حيث يمتلك موقعاً رائعاً في وسط سوق الصالحية “مقهى”، وموقعه المهم في باب مصلى، وكذلك موقع ناديي الوحدة والنضال وغيرهما، وما يتم استثماره من مساحات في الجلاء لصالح إحدى الجامعات وبعض المطاعم وتأجير الملاعب والمسابح، والأمر ذاته قد ينطبق على مدينتي تشرين والفيحاء حيث وضع المسبح “المتميز جدا” قيد الاستثمار منذ أيام فقط بعد أن تم إغلاق المسبح القديم للصيانة وفتح الجديد للمستثمر مع مولدة كهربائية “وحبة مسك”..
كل هذه الخطوات يُشكر الاتحاد الرياضي على تفعيلها، كونها من المفترض أن تشكل رافداً مالياً يغطي أولا ما يقوم المتعهدون باستجراره من ماء وكهرباء، واستعمال للبنى التحتية في أماكن هي من أغلى وأجمل ما يكون، وبالتالي يجب أن يكون المردود مرتفعاً ليغطي احتياجات الرياضة السورية لتكون منتجة بدل أن تبقى مستهلكة وتستنزف خزينة الدولة بشكل كبير جدا، ولأن أرقام الموارد المالية غير معروفة لأي شخص، فلا نستطيع أن نجزم بجدوى هذه الاستثمارات إلا من خلال واقع الرياضة الذي يئن من الحاجة المادية، وكأن كل هذه المواقع الاستثمارية بدمشق أو غيرها تذهب ريوعها “هباء منثورا” ولن أقول أكثر، بل في الزاوية القادمة سأتابع.
بسام جميدة