نعيش الفصول الأخيرة للموسم الكروي في البلدان الأوروبية الكبرى وقد ذاب الثلج وبان المرج واتضحت الصورة وابيضّت وجوه واسودّت وجوه، لكن هناك بعض الأندية صاحبة العراقة والتاريخ اعتبر موسمها سوداويا رغم بعض النجاحات.
الصورة القاتمة يمثلها مانشستر سيتي الذي كان سخياً في سوق الانتقالات وتعاقد مع المدرب بيب غوارديولا ولكنه خرج صفر اليدين من الشامبيونزليغ وبخفي حنين من مسابقتي الكأس المحليتين مقتنعاً على مضض بأحد المركزين الثالث أو الرابع في البريميرليغ، فهل أتى غوارديولا بطل السداسية التاريخية مع البرشا 2009 لقيادة الفريق لدوري الأبطال فقط؟
الصورة الضبابية ارتسمت أيضاً على محيا جماهير بايرن ميونيخ الذي يمتلك الزاد البشري المطلوب والقاعدة الجماهيرية التي لا يستهان بها، واستقدم مدرباً مشهوداً له بالكفاءة، وعلت نبرة التفاؤل والتوقعات بإمكانية الفوز بكل الألقاب المتاحة ولكنه اكتفى بلقب بطولة الدوري، فهل قدم أنشيلوتي للحفاظ على لقب الدوري الذي قد لايحتاج مدرباً من وجهة نظر نقاد اللعبة؟
باريس سان جيرمان بدا مهيمناً على الألقاب الفرنسية المتاحة في السنوات الأخيرة وحاله في الشامبيونزليغ يدعو للفخر فاتسعت فسحة الأمل عند التعاقد مع المدرب يوناي إيمري الخبير في الجانب الأوروبي، ولكن التنازل عن لقب الدوري والخروج الممزوج بالخزي والعار من مسابقة دوري أبطال أوروبا يعد خيبة بكل المقاييس، والكأسان المحليتان لا تسمنان من وجهة نظر محبي ومسؤولي النادي الباريسي.
ليفربول بدأ الموسم مع المدرب الألماني يورغن كلوب بشكل أكثر من مقبول ورشّحه المراقبون ليكون منافساً شرساً على اللقب، وبدت الأمور في الطريق الصحيح مدة نصف موسم، ليرتمي الفريق في أحضان الواقع كنتيجة حتمية لفريق لا يمتلك دكة البدلاء القوية، فخرج غير مأسوف عليه من مسابقة كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة عندما لم يفك رموز ساوثمبتون خلال 180 دقيقة، ثم كان الخروج من المسابقة الأقدم أمام ناد ينتمي لدرجة أدنى على مرأى من جماهير أنفيلد، وبالكاد يمكنه إنهاء الموسم بمركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، لذا هو من الخائبين شأنه شأن برشلونة إذا فقد بطولة الدوري.
محمود قرقورا