ما الفائدة من أي نشاط رياضي إذا لم تكن الأخلاق هي الأمل والمرتجى في نهاية المطاف؟
هل من المعقول أن ينحدر المستوى الفكري والأخلاقي لأي رياضي حتى الحضيض وينسى أن الرياضة فوز وخسارة ولا يمكن تقبل أحدهما دون الآخر؟
شواهد كثيرة تتحفنا بها كتب التاريخ ملؤها الدروس والعبر والقناعة بأن نتيجة المباراة النهائية لا يمكن تغييرها، فتكون المباركة خير تعبير من الطرف الخاسر.
العالم كلّه كان ينتظر تتويج المجر بكأس العالم 1954 ولكن الألمان الغربيين قلبوا الطاولة في المباراة النهائية فكان الرمز المجري بوشكاش أول المهنئين المباركين لكابتن ألمانيا حينها فريتز فالتر.
عندما فازت البرازيل بكأس العالم 1958 على الأراضي السويدية اقتحم الجمهور المضيف أرض الملعب حاملاً اللاعبين البرازيليين على الأكتاف فرد سحرة السامبا الجميل بحمل العلم السويدي والطواف به حول الملعب بلقطة أخلاقية تدرس.
ليونيل ميسي ورفاقه خسروا أمام تشيلي في نهائي كوبا أميركا مرتين بركلات الترجيح وبينهما الهزيمة في نهائي المونديال أمام ألمانيا وفي المرات الثلاث لم يخرج أبناء التانغو عن النص.
ألم يصفق جمهور ريـال مدريد إجلالاً للعرض المذهل الذي قدمه رونالدينيو يوماً ما في القلعة الملكية سانتياغو برنابييه.
ألم يقف لاعبو برشلونة محتفين بلاعبي ريـال مدريد خلال لقطة ممر الأبطال الشهيرة ولو مكرهين.
بالأمس القريب انصهرت جماهير مدينة ليفربول المنقسمة بغضاً وكراهية بين ليفربول وإيفرتون متضامنين بشأن ذكرى هيدلسبرا المشؤومة، وجماهير اليونايتد الأشد كرهاً للريدز أبدت جانباً تعاطفياً كبيراً في إحدى لوحاتها.
هذه الأمثلة يبدو أنها لا تشكل دروساً مستفادة وعبراً يستشهد بها في ملاعبنا، ففي كل مباراة تتكرر عبارات تخدش الحياء وآخرها مباراة فاينال السلة بين الوحدة والاتحاد، حيث تحولت صالة الفيحاء لساحة ملاكمة تجلّت فيها كل عوامل الغضب وسوء الأخلاق، وبما أن الاحترازات الضرورية من اتحاد السلة لم تكن حاضرة فقد تطورت الأمور أكثر من المتوقع بكثير، ولا ندري أين دور المعنيين في زرع ثقافة تقبل الفوز والخسارة؟