ضربــــة حـــرة…مرارة الاستثمار

تحدثت في الزاوية السابقة عن الاستثمار والمطارح الاستثمارية التي لم تؤد غرضها، والغاية فقط هي الإشارة إلى مورد هام يمكن أن يسد عجز أنديتنا ورياضتنا بالشكل العام فيما لو تم توظيف هذا الجانب بشكل جيد لمصلحة الرياضة، ولكن للأسف يتم توجيهه فقط للمستثمر ومنفعته، والشيء اليسير يعود للرياضة ، أي “من الجمل إذنه”..


باتت رياضتنا مثل الكثير من الشركات والمعامل والمرافق الحكومية الخاسرة، وذات يوم كان هناك توجيه لتلافي تلك الخسارات، فقررت بعض الإدارات محاولة العلاج، والتخلص من هذا الوجع، فأغلقت بعضها، ووزعت عمالها، والبعض باع الأرض، والبعض الآخر قام بتأجيرها واستثمارها من قبل الغير، وبقي هو مشرفاً على الاستثمارات التي يديرها القطاع الخاص، وكانت ناجحة للمستثمر، والأمثلة كثيرة…‏


وهنا في الشأن الرياضي، لابد من إيجاد علاج ناجع لرياضتنا التي تشكو قلة مواردها المادية وباتت مستهلكة أكثر مما هي منتجة، وعدم تركها تسير هكذا دون رؤية واضحة وهدف على المدى المنظور.‏


وحتى ولو كانت المنظمة تأخذ موازنتها من وزارة المالية، فلابد من رافد مالي لها، وبجردة بسيطة، من الممكن أن نتحصل على وارد يسد الحاجة على الأقل فيما لو تم تثمير المطارح الاستثمارية بشكل جيد ومنطقي.‏


وهل من المعقول أن يشكو ناديا الاتحاد والحرية من عوز مالي سواء قبل الأزمة أم بعدها، وهما يمتلكان مطارح استثمارية كبيرة ؟!‏


وهل من المنطقي أن يُمنح المستثمر في نادي الجزيرة كل الاستثمارات، وبمبلغ بخس جدا، بل ومسدد سلفاً لسبع سنوات قادمة، كونه كسب دعوى ترميم أضرار وقعت عليه، وبمباركة الدائرة القانونية في الاتحاد الرياضي !‏


ولو عددنا الأمثلة لوجدناها كثيرة في هذا المجال، ولكن الذي يريد للرياضة السورية أن تسير في الطريق الصحيح، عليه أن يبدأ من هذا الملف، من حيث إعادة الحق لنصابه، وأن تكون هناك محاسبة على الأموال المهدورة أولاً، ومن ثم متابعة التقصي في النتائج والمشاركات والبحث عن المستفيدين فقط من الرياضة دون أن تستفيد الرياضة منهم، سواء في الاتحادات أم اللجان التنفيذية وغيرها…‏


رياضتنا ومهما حاولوا تجميل صورتها عبر “باكو” أوغيرها، فهي مترهلة في الوضع العام، والطفرات لا تصنع رياضة حقيقية وليست مقياساً للتطور.‏


بسام جميدة‏

المزيد..