الموقف الرياضي:جاء الحسم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنسخته الثانية والستين أكثر مما هو متوقع بكثير،
فإذا كان فوز ريـال مدريد حامل اللقب متوقعاً على جاره أتلتيكو إلا أن النتيجة الرقمية التي آلت إليها المباراة 3/صفر كبيرة بحجمها، وإذا كان فوز اليوفي بأرض موناكو أحد الاحتمالات إلا أن الانتصار بثنائية مع الحفاظ على نظافة الشباك لم يراهن عليه كثيرون.
وهكذا بات الأتلتي وفريق الإمارة بحاجة إلى ريمونتادا شبيهة بما فعله برشلونة عندما واجه باريس سان جيرمان في إياب دور الستة عشر، فترميم فارق ثلاثة أهداف نظيفة خسر بها أتلتيكو مدريد، وتجاوز الخسارة بثنائية داخل الديار تجرعها موناكو مهمة سهلة على اللسان ثقيلة في الميزان الكروي، وخاصة أننا نتحدث عن فريقين اعتادا لعب الأدوار المتقدمة في البطولة.
وبناء عليه يستضيف يوفنتوس موناكو يوم الثلاثاء بداية من التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مرشحاً فوق العادة للعبور، ويحل الريـال ضيفاً على جاره في التوقيت ذاته من اليوم التالي مرشحاً كبيراً للتأهل، وغير ذلك يعد فتحاً كروياً جديداً في رحاب الشامبيونزليغ يستحق عليه فاعله اللقب وليس خوض النهائي فحسب، وأقل ما يقال إن ملعب الميلينيوم في العاصمة الويلزية كارديف ينادي الملكي والسيدة العجوز لنزال مرتقب اشتاق إليه جمهور القارة.
ثلاثية رونالدو
يوم الثلاثاء الفائت سطع كريستيانو رونالدو مجدداً فدك شباك أوبلاك بثلاثية مماثلة لثلاثية الدوري، ليصبح أول لاعب بتاريخ المسابقة يسجل الهاتريك في مبارتين متتاليتين، والأهم أنه وصل للهدف الثالث عشر في الدور نصف النهائي مع اليونايتد وريال مدريد وهذا رقم قياسي تخطى من خلاله دي ستيفانو الفائز بالنسخ الخمس الأولى، والهاتريك هو السابع للدون البرتغالي في المسابقة كرقم قياسي متساوياً مع ليونيل ميسي، واصلاً للهدف 103 في المسابقة معززاً رقمه القياسي كهداف أعلى للمسابقة عبر التاريخ، وحالياً وصل رونالدو للهدف العاشر خلال هذه النسخة على بعد هدف واحد من ليونيل ميسي، ولا نغفل أن الهدف الأول بالرأس هو الثامن عشر لرونالدو كرقم قياسي، كما وصل للهدف الثاني والخمسين في الأدوار الإقصائية كرقم قياسي أيضاً.
الملكي كرّس العقدة لجاره الذي لم يفز سوى مرة واحدة في ثمانية لقاءات أوروبية جمعت الفريقين وكان ذلك في نصف نهائي 1959 مقابل خمسة انتصارات للميرينغي آخرها الثلاثية النظيفة وتعادلين حسم أحدهما ريـال مدريد بركلات الترجيح في نهائي النسخة المنصرمة، وتحدث النقاد عن أن سيميوني الذي سينهي مسيرته مع الأتلتي مع نهاية منافسات هذا الموسم خاض أسوأ مبارياته على رأس الهرم في أتلتيكو، حيث ظهر الفريق خجولاً فاقداً الكثير من الميزات التي لطالما أرعبت المنافسين على رأسها قوة الشخصية والانسجام وصلابة الدفاع.
اليوفي متين
من تابع مباراة يوفنتوس ومضيفه موناكو لاحظ الاستراتيجية الواضحة للنادي الإيطالي الذي عرف من أين تؤكل الكتف، فالهدف الذي سعى لتسجيله عززه بثان، والمتانة الدفاعية التي امتاز بها طوال هذه النسخة من خلال تلقي هدفين تجلّت مجدداً بفضل إمبراطور الخشبات الثلاث بوفون الحالم باللقب الغائب عن خزائنه، ليقضي نادي السيدة العجوز المباراة الخامسة في الأدوار الإقصائية من غير خسارة وبشباك عذراء، ومن أمامه ثلاثي الدفاع الحديدي بونوتشي وكيليني وبارزالي، ليثبت الإيطاليون أن الدفاع فن ممتع كما الهجوم على حد قول بوفون.
والفضل في تفوق اليوفي الصريح بملعب لويس الثاني يعود للمهاجم الأرجنتيني هيغواين مسجل الهدفين والبرازيلي داني ألفيش الذي أخذ دوره على الجهة اليمنى بصناعة الهدفين وهي المرة الأولى التي يصنع فيها ألفيش هدفين بمباراة واحدة بدوري الأبطال، والحارس الواثق بوفون الذي لم تهتز شباكه في مباراته المئة بدوري الأبطال كأكثر لاعبي اليوفي عبر التاريخ بفارق إحدى عشرة مباراة عن ديل بييرو، والهدف الأسمى لبوفون قيادته فريقه للقب بعدما تجرّع مرارة الهزيمة في نهائي 2003 أمام ميلان بركلات الترجيح وأمام برشلونة في نهائي 2015 بهدف مقابل ثلاثة.