الموقف الرياضي : كبيراً كان منتخبنا الأول لكرة القدم في مواجهة الشمشون الكوري الجنوبي في التصفيات، في أدائه وعطائه داخل المستطيل الأخضر، متخطياً كل الظروف المتواضعة والتحضيرات الهشة وممتلكاً زمام المبادرة في مهاجمة الخصم وإحراجه على أرضه وبين جمهوره..؟!
منتخب امتلك شخصية ذات ملامح بات اليوم قادراً على فرض وجوده بين الكبار، وما أهدرناه في الذهاب نتمنى تجاوزه حالياً ذلك أننا يمكن أن نتحدث بشيء وافر من الثقة بمقدرة هذا المنتخب على تحقيق نتائج ايجابية مرضية لطموحاتنا في المواجهات الثلاث القادمة.
بكل المقاييس استحق منتخبنا التقدير والتحية على عطائه، وخاصة في الشوط الثاني الذي نعتقد أنه الأفضل في كل ماقدمه خلال المسيرة الماضية «ذهاباً وإياباً»
خسارة غير مستحقة
الكرة لم تنصف منتخبنا ولم تمنحه ما يستحق، فخرج من ملعب «سيئول كأس العالم» خاسراً للقاء بهدف مبكر، لكنه كسب احترام الجميع داخل الوطن وخارجه، وهنا في سيئول تحول المؤتمر الصحفي لإطراء واستغراب ودهشة مما قدمه رجال منتخبنا.
منتخبنا أحرج الكوري في أرضه وبين جماهيره ولو أنصفته الكرة ولو لم يعانده الحظ والعارضة الكورية لكان للنتيجة كلام آخر.
منتخبنا في سيئول قدّم نفسه بشخصية الكبار، منتخب يقهر الصعاب ويتحدى ظروفه ويكبر على الجراح ويفرض نفسه كبيرا في القارة الآسيوية .
وفي تفاصيل اللقاء الذي جاءت بدايته غير منتظرة، إذ استغل الكوري خطأ داخل الجزاء من كرة ثابتة لم يفلح دفاعنا بالتعامل معها سددها هونغ عن يسار العالمة .
الهدف غيّر مجريات الأمور ودانت الأفضلية بعده لمنتخبنا فرصاً وحيازة وأفضلية، فضاعت كرتا الشبلي واليوسف ومثلها كرتا خريبين والنكدلي دون أن يسجل لأصحاب الأرض أي خطورة باستثناء كرة طار لها المتألق حارسنا العالمة .
في الشوط الثاني لم تتغير الصورة أفضلية سورية في كل شيء وفرص بالجملة أمام المرمى الكوري عبر الأطراف ومن العمق، وشكل دخول الكابتن فراس الخطيب نقطة تحول باللقاء، إذ كاد يفعلها لكن وجه الحارس الكوري رد كرته وتتالت الفرص من كرات بينية وتمريرات ذكية ماكرة بين النكدلي والمواس مع محاولات كورية عبر مرتدات واعتماد على الكرات الثابتة كان لها العالمة حاضراً بثقة .
منتخبنا الأفضل والمؤشرات توحي بهدف التعديل على أقل تقدير لكن سوء الطالع حال دون ذلك بعد أن ردت العارضة الكورية تسديدة الخطيب في الدقيقة الأخيرة ليخرج الكوري فرحاً بفوز غير مستحق ومنتخبنا خاسراً لجولة وكاسباً لاحترام السوريين ومحبتهم.
مثّل منتخبنا:
إبراهيم عالمة – علاء شبلي- أحمد الصالح- هادي المصري- مؤيد عجان- محمود المواس(عدي الجفال)- تامر حاج محمد- خالد المبيض- فهد اليوسف (فراس الحطيب)- عمر خريبين – نصوح نكدلي(مارديك مردكيان).
المؤتمر الصحفي
شكر المدير الفني أيمن الحكيم اللاعبين على الأداء الكبير الذي سيسجله التاريخ ، مبديا قناعته التامة بمستوى المنتخب وقدرته على التعويض في المباريات المتبقية .
وقال الحكيم: خسرنا جولة لكننا لم نخسر معركة بل كسبنا الاحترام وتعززت قناعة الجميع أننا نستحق أن نكون بين الكبار في آسيا وبأننا هنا للمنافسة على احدى بطاقات التأهل وهذا هو هدفنا.
وأجاب حول تطور مستوى المنتخب وقدرته على مجاراة المنتخب الكوري بل التفوق عليه خلال مراحل اللقاء بقوله: لم تنصفنا الكرة وكنا الطرف الأفضل ولا نستحق الخسارة بل على الأقل التعادل إن لم يكن الفوز وهذا بشهادة الجميع واستفساراتكم تؤكد ذلك ، وأضاف : لعبنا بإستراتيجية مناسبة للقاء وفعلنا كل شيء في كرة القدم إلا التسجيل، والحظ عاندنا، كذلك جاء توقيت الهدف مناسباً لأصحاب الأرض لكنه لم يحبط منتخبنا وهنا الفارق .
وتابع الحكيم: منتخبنا اليوم قدّم نفسه كبيرا متطورا استطاع أن يكون الأفضل طيلة مجريات اللقاء بانضباط تكتيكي وتركيز ومردود بدني جيد تفوق فيه على ظروفه .
وختم الحكيم: لعبنا مباراة للتاريخ وأثق أننا سنكتب تاريخا جديدا للكرة السورية وثقتي كبيرة باللاعبين لصنع الانجاز وتعويض ما فات خلال الجولات القادمة .
ترتيب المجموعة
والمباريات المتبقية
حالياً يتصدر المنتخب الإيراني برصيد 17 نقطة، الكوري 13، الأوزبكي 12، السوري 8، الصيني 5، القطري 4 نقاط وبات خارج المنافسة، ويلعب منتخبنا ثالث مباريات الإياب يوم 13 حزيران القادم مع نظيره الصيني وفي 31 آب مع القطري، ويختتم مع الإيراني في 5 أيلول القادم.