في أحد الحوارات بيني وبين المدرب أيمن الحكيم وكان متألماً من بعض النقد الذي تناول شخصه وعمله منذ ما قبل انطلاقته بمهمته وبعيد تلك الانطلاقة، في حالة تجاهل من البعض للظروف التي تحيط بذلك العمل وبمسيرة التحضير والاستعداد التي كانت أشبه بولادة متعثرة،
انتهينا معاً إلى التوافق على أن الرد الحاسم والحقيقي من جانب الجهاز الفني والحكيم بالذات ينبغي أن يكون على أرض الملعب..!
حقيقة مر المنتخب في منافساته المونديالية بمراحل ومستويات متباينة، وفي الحد الأدنى من كل مايتطلبه الأمر، ثم وصل اليوم إلى القبض على الملامح الأساسية لعطاء اللاعبين الكبار، ولمقدرة المدرب على التعامل مع الأوراق التي بين يديه بما يخدم المنتخب ويحقق -إلى حد بعيد- النتيجة المرجوة، ولعل الشوط الثاني من اللقاء مع الشمشون الكوري يمنحنا الكثير من الثقة بلاعبينا ومقدرتهم على تحقيق الفوز في المباريات القادمة لاسيما أن اثنتين منها يمكن وضعها في خانة الممكن تجاوزه وتحقيق المراد منه..
والأهم اليوم أننا نستطيع أن نتحدث عن شخصية ذات ملامح واضحة لمنتخبنا ولجهازه الفني الذي بات أكثر معرفة بالأرض التي يقف عليها، وماذا يريد في كل مواجهة، وأضحت قراءته للمباريات أكثر نضجاً وتتميز بشيء من الجرأة المطلوبة وفق كل المعايير، ولو أن الأمور سارت بهذا الشكل منذ البداية ربما كنا سنجد أن الصورة الحالية ظهرت مبكراً، لكن للأسف الضغط الشديد الذي تعرض له الجهاز الفني واللاعبون والتحضيرات المتواصلة كانت كابحاً وسبباً رئيسياً في تقديم أداء يميل إلى التحفظ والخوف من الخسارة، وكانت الآراء في معظمها تميل لعدم ترجيح الجهاز الفني للمضي في المغامرة والرهان الكبير كما نشتهي، ولنكن واضحين في ذلك، فقد خشينا جميعاً من سيناريوهات لا ترضينا وكان لذلك أسبابه ونتائج الذهاب لاتخرج بشكلها العام عن ذلك، لكن مع انطلاقة الإياب نرى شخصية ذات ملامح وحضوراً لمنتخب يمتلك الكثير من الثقة، وجهازاً فنياً أكثر ثقة وأكثر خروجاً عن تحفظه السابق باتجاه مواجهة ندية مع المنتخبات والكبير منها قبل غيره..
المنتخب قدم ما لديه في الشوط الثاني من المواجهة مع الشمشون الكوري وحمل معه الكثير من الاطمئنان لعشاق النسور، ونرجو ألا يكون متأخراً بعض الشيء، لكن المنطق يقتضي أن نرفع القبعة للمنتخب بلاعبيه وجهازه الفني والإداري حيث تكاتفت الجهود، بغض النظر عن بعض الملاحظات الصغيرة التي لا تقلل من صورة المنتخب الذي كان كبيراً بكل المقاييس….
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com