قبل أي كلام, وفوق أي تحليل نقدي موضوعي ومتوازن, وهو حق في تقييم أداء منتخبنا, فقد كنا بحاجة إلى هذا الفوز الثمين, وإلى النقاط الثلاث الأغلى في مسيرة منتخبنا لاستعادة التوازن والثقة,
ولإنعاش الآمال في المنافسة على البطاقة الثانية في مجموعتنا, كما نظن، أو على الأقل المركز الثالث, باعتبار أن المنتخب الإيراني يبدو وكأنه يمضي بثقة نحو البطاقة الأولى بعد فوزه الأخير على قطر.
منتخبنا حلّق في ماليزيا بأجنحة نسوره التي رفرفت عالياً في الشوط الثاني بشكل فارق عن الشوط الأول, وكانوا على قدر المسؤولية أداء وجهداً وعطاء في مواجهة خصم أكثر راحة معنوية، وإن كان يقع تحت ضغط كبير لايقل كثيراً عن الضغط الذي يعاني منه منتخبنا, وهو ضغط مضاعف بالنسبة للمدرب أيمن الحكيم ومساعديه الذين دخلوا رهاناً كبيراً وتفوقوا به بعد رحلة تحضيرية شديدة الهزال, فقد أثبت الجميع أنهم حاضرون بمعنوياتهم وتعبهم, وأدائهم الجماعي المنضبط, والأسلوب التكتيكي الذي أثبت جدواه في لقاء كنا ننتظره وأيدينا على قلوبنا….
نعم كان هناك تباين واضح في الأداء والحيوية والمشاركة والفعالية الهجومية بين شوطي المباراة, لكن المنطق الفني التكتيكي, الذي بدا واضحاً على أداء المنتخب وفق وجهة نظر المدرب, أثبت نجاعته في مواجهة لاتقبل القسمة على اثنين بالنسبة لمنتخبنا الذي اندفع بعقلانية واضحة نحو الهجوم في الشوط الأغلى والأثمن دون أن يفرط في صلابة أداء لاعبيه وتواصل خطوطهم الثلاثة لتحقيق الآمال, على عكس الشوط الأول الذي كان الحذر سيد وميزان تحركات المنتخبين وبالتالي لم يكن هناك الكثير مما يقال حوله..
ولعل التبديلات الموفقة لمنتخبنا كان لها دور في تصاعد وتيرة العطاء, وكان التوفيق حاضرا مع تبديل المواس حيث الخطيب العائد الذي تمكن من إحراج المدافع ودفعه لارتكاب الخطأ في الدقيقة القاتلة وهي أغلى دقيقة مع خريبين الذي سجل هدفاً فنياً للذكرى من نقطة الجزاء.
لن نتسرع كثيراً وإن كان الفرح من حقنا, فما أنجزه نسور قاسيون أمام المنتخب الأوزبكي كان جيداً بكل المقاييس، فالفوز كان مطلبنا الأول, وهو خطوة أساسية للعودة إلى الحضور بقوة, ولكن لنتذكر أن اللقاء مع الكوري الجنوبي سيكون مختلفاً, ومانتمناه أن نشاهد منتخبنا يحلق من جديد مع فوز سيكون فاتحة نحو البطاقة الثانية بثقة كبيرة…!!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com