سطّر نادي ليستر سيتي الإنكليزي صفحة مضيئة الموسم الفائت عندما توّج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز مع المدرب الإيطالي رانييري الذي سبق له أن قاد عديد الأندية الكبيرة ولكنه لم يفلح في قيادة أي منها للاحتفال بالألقاب،
فكان اختيار المدرب الإيطالي رجل العقول التدريبية الأول عام 2016 منصفاً لمدرب قهر كبرياء اليونايتد وليفربول وآرسنال والسيتي وتشيلسي وتوتنهام.
النوم في العسل لم يكن كافياً للمدرب الإيطالي الذي فقد منصبه إثر سوء النتائج التي قادت الفريق لمهاوي مراكز الهبوط، فكان لا بد من فض الشراكة معه بتوقيت مثالي، فرست الأمور على مساعده كريغ شكسبير الذي حقق المطلوب بأول مباراتين أمام ليفربول وهال سيتي فحصد ست نقاط تزن ذهباً في صراع النقطة بالدوري، وبالتالي استجمع الفريق قواه أمام إشبيلية في إياب دور الستة عشر لأغنى وأمجد البطولات الأوروبية على صعيد الأندية فحقق المراد مواصلاً كتابة التاريخ ليطفو على السطح التساؤل:
هل يستطيع الثعالب الزرق تسطير مفاجأة جديدة مدوية وخاصة أنه في المعايير العامة الفوز بالشامبيونزليغ أسهل من الفوز بالبريميرليغ؟ إذ إن البطولة الإنكليزية المحلية تحتاج تركيزاً عالياً طوال ثمان وثلاثين مرحلة، بينما البطولات ذات طابع المواجهات الثنائية تتحكم فيها عوامل عديدة في طليعتها عامل الحظ ومنطق الكرة أحياناً.
الكلمة الفصل يوم الثلاثاء الفائت كانت لمسرحية شكسبير على حساب رواية سامباولي ليواصل ليستر المواظبة على تحقيق الفوز أمام جماهيره فبعد بورتو البرتغالي وكوبنهاغن الدانماركي وبروج البلجيكي جاء الدور على إشبيلية الذي ظنه الكثيرون في الطريق إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1958 ولكن إصرار لاعبي ليستر أدخلهم التاريخ في مشاركتهم الأولى، وها هو قائده مورغان يصبح أول جامايكي يسجل بدوري الأبطال.
الكثيرون يرون أن تتويج ليستر باللقب أصعب من الوصول لقمة جبال الهيمالايا وهذا ما نراه، وحسب مكاتب المراهنات هو الأقل ترشيحاً بين الأندية الثمانية، لكن ربما يكون البطل الثالث والعشرين في تاريخ المسابقة.