الوقت الضائع…مباراة بألف

تتحفنا كرة القدم بين الحين والآخر بمباريات فاتنة الجمال مكتملة الأركان تجعل متابعها مشبعاً لفترة طويلة، ويوم الثلاثاء الفائت اقتربت مباراة مانشستر سيتي وضيفه موناكو من درجة الكمال الكروي.


النفس الهجومي لأجل المتعة حضر من الطرفين والحصيلة النهائية ثمانية أهداف مختلفة الأشكال والألوان مع ركلة جزاء ضائعة.‏


متغيرات كثيرة شهدتها المباراة فتقدم السيتي مرتين وموناكو مرتين والثنائية حضرت من الجانبين فسجل الكولومبي فالكاو وحاكاه الأرجنتيني أغويرو، واللعب الرجولي الممزوج بالتكتيك العالي كلّف الفريقين عشر بطاقات صفراء أشهرها الحكم الإسباني لاهوز الذي قاد الكلاسيكو غير مرة، وكي يكتمل جمال المشهد خلت المباراة من اللون الأحمر.‏


مباراة السيتي وموناكو ذكّرت المتابعين بفوز شالكه على ريـال مدريد في برنابييه قبل عامين بأربعة أهداف لثلاثة في أجمل مباريات تلك النسخة وفوز الملكي المدريدي على مانشستر يونايتد بعقر داره بأربعة أهداف لثلاثة موسم 2002/2003.‏


السيرة المونديالية تتحفنا بمباريات ماثلة في الذاكرة لعل أبرزها فوز البرازيل على بولندا 6/5 عام 1938 والمباراتان المذهلتان لمنتخب المجر الذهبي خلال مونديال 1954 بمواجهة البرازيل والأورغواي اللتان حسمهما بأربعة أهداف لاثنين، وعند الحديث عن كأس العالم لا يمكن نسيان الفوز الألماني على الفرنسي بالترجيح 1982 بعد التعادل بثلاثة أهداف لكل منهما بعد أحداث أشبه بالدراماتيكية، وكثيراً ما سال المداد حول مباراة نصف النهائي بين إيطاليا وألمانيا 1970 التي صُنف وقتاها الإضافيان بأنهما الأشهر عبر التاريخ الكروي وبالنهاية تفوق الآزوري بأربعة أهداف لثلاثة.‏


في بلدنا ما زال الجمهور الكروي يتذكر المباراة النهائية لكأس الجمهورية بين الوحدة والاتحاد التي انتهت بخمسة أهداف للبرتقالة الدمشقية مقابل ثلاثة للفستق الحلبي الذي جمّل المباراة بعودته المشهودة بعد التأخر صفر/3، وعلى صعيد الدولي مازالت مباراتنا مع السعودية ضمن تصفيات مونديال 1990 تعتصر قلوب لاعبينا ألماً على الخسارة بأربعة أهداف لخمسة.‏


كرة القدم لغتها الأهداف وعندما تحضر بوفرة تجبر النقاد والمحللين على تصنيفها بين المباريات الجميلة التي تسمن وتغني من جوع كروي وهذا تجلّى بمباراة السيتي وموناكو التي لن ينساها جمهور ملعب الاتحاد.‏

المزيد..